250

فقالت ألفت هانم: لم تقصدك بسوء ولكنها تسعى للرزق. - نحن أولى بها!

فقالت ألفت هانم معترضة: إنها ذات وليد لا تستطيع فراقه في هذه السن، وصحبته مدعاة للقذارة.

تابع عزيز الحوار باهتمام. شعر بأن زوجته لا ترتاح لرجوع زهيرة إلى الدار فاشتعل وجدانه بالتوجس وكأن أصبعا يشير نحوه بالاتهام، فقال بحزم: رأي ألفت عين الصواب!

21

كانت زهيرة تمشط شعر رئيفة في قاعة الجلوس عندما دخلت خادمة لتستأذن لقادم قائلة: المعلم محمد أنور.

من تعليق رئيفة عرفت زهيرة أن القادم هو ابن المرحوم زوج رئيفة، وأنه ظل على ولائه لها حتى من بعد ما ذاع عن زيارتها لرمانة في سجنه. وسرعان ما جاء القادم فسلم وقدم لفافة أنيقة لأرملة أبيه وهو يقول: البطارخ!

فتهلل وجهها وشكرته. كان شابا متوسط الحال مقبول الملامح، جميل الجبة والقفطان. قالت له: فيك الخير يا محمد.

فقال بانشراح: يهمني أن تذوقي البطارخ قبل أي زبون من زبائن دكاني.

فسألته بدعابة: متى تدعني أدفع الثمن مثل بقية عشاق البطارخ؟

فقال وهو يتناول قدح قرفة محشوة باللوز والجوز والبندق: عندما تشرق الشمس من الغرب!

অজানা পৃষ্ঠা