وقالت بصوت متهدج: إنه تحريض واضح على عمك وحيد! - لست غرا . - إني أرى رمانة في نسيج المؤامرة.
فبادرها: لم ينبس بكلمة، وهو دائما في صف وحيد، ودائما يحذرني. - لا تصدقه! إنهم يرددون ما يشحنهم به. هل صارحتهم بأفكارك النبيلة؟
فقال بصدق: كلا، لست غرا، قلت لهم إني لا أخون عمي وحيد. - هذا حسن، هل قلت لعمك قولا آخر؟ - كلا، تظاهرت بالميل لقوله.
تنهدت بعمق، اغرورقت عيناها، غمغمت: حمدا لله.
ثم بحدة: لقد أعطياني الحبل، ما عليك إلا أن تتوفر لعملك. استقل عن عدو أبيك، بل عن قاتله. توفر لعملك، لقد أعطياني الحبل.
51
ثمة صمت ينذر بهبوب عاصفة. نظرات عزيز لا تبشر بخير. منذ شارف بلوغ الرشد وهو يتوقع منه ضربة قاسية. لم يفلح في كسب ثقته. بادله ملاينة بملاينة. لم تزل قدمه رغم دهنه الأرض تحت قدميه بالزيت، وها هو يتحفز للانتقام.
وخاطبه ذات صباح بقوله: عماه!
لأول مرة ينطق بها فأيقن أنها مقدمة لشر. - ماذا يا ابن أخي؟
فقال بهدوء كريه ذكره ببعض أحوال أبيه قرة: أرى أن أستقل بتجارتي!
অজানা পৃষ্ঠা