140

فصرخ بكر في هياج: الخراب أحب إلي من النجاة على يدك!

فقال الشيخ طلبة القاضي شيخ الزاوية: لا يجوز تبديد رحمة من السماء.

فصاح بكر: ما جاء إلا للشماتة والانتقام.

وأحاط الدائنون ببكر يهدئونه ويقنعونه، وقال الشيخ طلبة القاضي: فليؤجل المزاد حتى نستقر على رأي لا يعقبه ندم.

39

ختم بكر حديثه، ثم نظر نحو رضوانة وقال: هذه هي الحكاية.

انتظر التعليق بشغف محموم ولكنها ارتبكت وقهرت ولم تجد ما تقوله. انحصرت في قفص من نظراته الحادة المستطلعة. وتساءل بكر: ما لك لا تتكلمين؟

غاصت أكثر في الصمت، وغلبت على أمرها. فعلت السخرية في نبرته وهو يقول: خبريني برأيك؟

فهربت ببصرها نحو البسملة المؤطرة بالذهب المثبتة فوق الجدار، وقالت مدفوعة بإرادة يائسة: ماذا أقول والأولاد مهددون بالتسول؟! - أسمعيني رأيك صريحا مثل النار.

فقالت وقد استردت بعض عنادها: أرى أنه يرغب في إنقاذ سمعة الناجي.

অজানা পৃষ্ঠা