فقال بامتعاض: إنه من أعدائنا. - الحلاق مفيد أيضا وهو من محبيك. - قلت إنه لا يجوز أن يعرف الخبر، وأنا بخير.
فتساءل سليمان بجزع: ولكن لم حصل ما حصل؟
فقال متظاهرا بالثقة: إنه الجهد عقب الإفراط في الطعام!
استرد الوعي تماما فاسترد الثقة. نهض وتمشى في الحجرة الصغيرة. ألا يحسن به أن يسهر بعض الليل في الساحة كما كان يفعل عاشور؟
ثم ناداه النوم بإغراء لا يقاوم.
49
مضى نحو الساحة عند الأصيل. كانت الشمس تسحب أذيالها من الأسطح والمئذنة. مر بعتريس وهو يسقي حماره من الحوض ، فحياه الشاب تحية الصبي لمعلمه المهيب. وعند زاوية السبيل التقى بسعيد الفقي شيخ الحارة، فوقف يتبادل معه حديثا عابرا. من مكمنه وراء جناح السبيل ترامى إليه صوت عتريس وهو يخاطب آخر قائلا: معلمنا شمس الدين ليس كعادته.
فقال الآخر بأسف: لعله مريض.
فقال عتريس مشاركا في الأسف: أو لعله العمر!
اجتاحته شعلة غضب. غادر مكمنه فرجع إلى عتريس وهو يهتف: أيها الجماد!
অজানা পৃষ্ঠা