في السر ويعظه فحسن وإن كان متظاهرًا بفسقه مثل مكاس أو مرابي فتهجره هجرًا جميلًا وكذا إن كان تاركًا للصلاة في كثير من الأوقات فمره بالمعروف وانهه عن المنكر مرة بعد أخرى وإلا فاهجره في الله لعله أن يرعوي ويحصل له انتفاع بالهجرة من غير أن تقطع عنه كلامك وسلامك وهديتك فإن رأيته متمردًا عاتيًا بعيدًا من الخير فأعرض عنه واجهد أن تتحول من جواره فقد تقدم أن النبي ﷺ تعوذ من جار السوء في دار الإقامة.
فصل
فإن كان الجار ديوثًا أو قليل الغيرة أو حريمه على غير الطريق المستقيم فتحول عنه أو فاجهد أن لا يؤذون زوجتك فإن في ذلك فسادًا كثيرًا وخف على نفسك المسكينة ولا تدخل منزله واقطع الود بكل ممكن وإن لم تقبل مني ربما حصل لك هوى وطمع وغلبت عن نفسك أو أنبك أو خادمك أو أختك وإن ألزمتهم بالتحويل عن جوارك فافعل بلطف وبرغبة وبرهبة.
فصل
فإن كان جارك رافضيًا أو صاحب بدعة كبيرة فإن قدرت على تعليمه وهدايته فاجهد وإن عجزت فانجمع عنه ولا تواده ولا تصافه ولا تكون له مصادقًا ولا معاشرًا والتحول أولى بك.
1 / 47