ويقول: " ... لا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح، بل متى نقصت الأعمال الظاهرة كان لنقص الإيمان الذي في القلب" (١) اهـ.
فهذا دال على أن انعدامها يعني انعدام الإيمان في القلب، ولاشك.
ويقول في بيان جلي: " ... فإن الله لما بعث محمدًا رسولًا إلى الخلق كان الواجب على الخلق تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر، ولم يأمرهم حينئذ بالصلوات الخمس ولا صيام شهر رمضان ولا حج البيت الحرام ولا حرم عليهم الخمر والربا، ونحو ذلك، ولا كان أكثر القرآن قد نزل، فمن صدقه حينئذ فيما نزل من القرآن وأقر بما أمر به من الشهادتين وتوابع ذلك كان الشخص حينئذ مؤمنًا تام الإيمان الذي وجب عليه، وإن كان مثل ذلك الإيمان لو أتى به بعد الهجرة لم يقبل منه ولو اقتصر عليه كان كافرًا" (٢) .
_________
(١) "الإيمان" ص١٦٩ وقد قال قبلها "وذلك لأن أصل الإيمان هو ما في القلب والأعمال الظاهرة لازمة لذلك" فلا يفهم منه أنها تعني كماله، وإنما ذلك عند نقصان بعضها، أما إنعدامها بالكامل فعندئذ ينتفي ما في القلب بالكلية لانعدام الملزوم بانعدام اللازم وهو ما ذكره ابن تيمية في موضع آخر يبين فيه ذلك فقال: "وانتفاء اللازم دليل على انتفاء الملزوم" الإيمان ص١٠٥، ويقول: "فصار الإيمان متناولًا للملزوم واللازم وإن كان أصله ما في القلب" ص١٦٩.
(٢) مجموع الفتاوى جـ٧ص٥١٨.
1 / 38