সত্য: একটি খুব সংক্ষিপ্ত ভূমিকা
الحقيقة: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
t
في الفئران، الذي يخدع الجينات الأخرى بهذه الطريقة، وهذا الجين لا يؤثر على نحو خطير على الكائن الحي إذا تم توريثه من أحد الأبوين فحسب. أما إذا ورث من كلا الأبوين فإن الفأر الحامل له إما أن يموت في سن صغيرة أو يصبح عقيما. وعندما ينتشر الجين
t
في مجتمع من الفئران نظرا لقدرته على التمثيل الزائد في خلايا الحيوانات المنوية والبويضات، تزيد احتمالية وراثة الفئران الصغيرة له من كلا الأبوين. وفي النهاية، إذا ورث مجتمع الفئران بالكامل الجين
t
فمن الممكن أن ينقرض بهذه الطريقة. إن هذا الجين لا يعمل ضد مصلحة الكائن الحي الحامل له فحسب، بل إنه يفتقد بوضوح أي بصيرة ورؤية نافذة؛ حيث إنه بهذه الطريقة يعمل ضد مصلحته الشخصية أيضا.
على النحو نفسه الذي تحتشد به الجينات في الكائن الحي لكي تنسخ بطريقة أفضل ، نحن نعتقد أن الميمات أيضا تتجمع لتكوين ذات. ونحن نرى قلبا مشابها لترتيب الأولويات المعتاد هنا؛ فنحن لا نملك الأفكار، بل الأفكار هي التي تملكنا. ومن منطلق هذه الرؤية، تصبح النفس صنيعة الميمات التي تحتل دماغ الإنسان لتسهل عملية تكاثر الميمات. وتماما مثلما تحتشد الجينات في الكائن الحي لتسهيل عملية تكاثرها (لأن بعض الجينات تستطيع السيطرة على إنتاج المكونات البيولوجية اللازمة للجينات الأخرى)، تحتشد الميمات في النفس لكي تسهل عملية نسخها. في مثل هذه النفس، يمكن أن تتجمع الميمات التي يستطيع بعضها مساعدة بعض في التكاثر. ينتشر الميم الخاص بصنع البارود بشكل أفضل عندما يكون جزءا من نفس تشتمل أيضا على ميمات لصنع القنابل وأدوات الإحراق والصواريخ والألغام والبنادق والمدافع؛ ومن ثم يكون من الخطأ افتراض أن الميمات التي نملكها موجودة لدينا لأنها تتوافق مع العالم من حولنا، أو لأنها تجعلنا أذكى، أو أكثر تعاطفا، أو أكثر نجاحا؛ ولكنها ببساطة موجودة لدينا لأنها مفيدة لنفسها؛ بمعنى أنها تساعد في عملية نسخها. وكما هو الحال في الجينات، لا تعتبر مسألة إذا ما كان الجين الناسخ مفيدا للعائل معيارا مفيدا لتقييم نجاحه.
مع ذلك، سيكون من الخطأ أن نظن أن الميمات الطفيلية تستولي على أنفسنا. والسبب في أن أي تعارض للميمات مع «أنفسنا» يكون في غير محله هو أن الميمات تلعب دورا رئيسيا في تكوين أنفسنا. فليس هناك عقل مستقل يجاهد لمكافحة غزو الميمات الأجنبية، وإنما يوجد فقط هيكل واحد من الميمات التي ترى نفسها بوصفها نفسا، وترى الميمات الأخرى بوصفها حلفاء يمكن أخذها في جبهتها أو أعداء ينبغي صد هجماتها. بطبيعة الحال، نحن لا ننظر للأمور بهذه الطريقة، فنحن نؤمن بأننا نحن المسيطرون، وأننا نحن الذين نملك الأفكار، وليس العكس. تصف علوم الإدراك هذه الصنائع المعرفية مثل النفس في بعض الأحيان باعتبارها «شفافة»؛ فنحن نرى عبرها دون أن نلاحظ طبيعتها المركبة. وينطبق الأمر نفسه تقريبا على مجالنا البصري، الذي يبدو مستمرا وموحدا، رغم أنه أبعد ما يكون عن ذلك ؛ لأن كل جزء من شبكية العين يملك إمكانيات وضوح مختلفة تماما عن الجزء الآخر، ولأن كل عين لديها بقعة عمياء، ولأن أعيننا تقفز من مكان إلى آخر في المحيط في حركات متتابعة تعرف باسم الرمش. ونحن لا نستطيع إدراك طريقة تكوين مجال بصري مستمر من هذه البيانات الجزئية المتقطعة، تماما مثلما لا نستطيع إدراك كيفية تكوين النفس من مجموعة من الميمات؛ فالنفس وهم وليست شخصا يعيش وهما.
إذا كان إدراكنا البدهي للنفس، كما تبين لنا الاعتبارات السابقة، بوصفها وسيطا غير متغير وموحد داخل أجسامنا أقل معقولية مما يبدو عليه، فإلى أين يقودنا ذلك فيما يتعلق بواقعية النفس؟ من الواضح أننا لا نستطيع دحض واقعية النفس وفقا لتعريف فيلم «ماتريكس» وتعريف رواية «1984». إننا ندرك وجود النفس - نظرا لشفافيتها - كما أن معظم الناس يدركون أن معظم الناس الآخرين لديهم نفوس. ولكن واقع وجود النفس وفقا لتعريف «جونسون» ليست واضحة؛ فالنفس ليست شيئا غير مصطنع. إنها نموذج معرفي، وفي حالة كون بعض علماء الميمات على صواب، فإنها عبارة عن كائن مركب مصنوع من ميمات متجمعة. أما تعريف نهاية العالم فهو لا ينطبق عليها بالتأكيد؛ فإذا لم نكن موجودين، فبالتأكيد لن تكون هناك نفوس. كما أننا رأينا أن واقع النفس ليس جليا في ظل أحد أهم تعريفات الواقع؛ ألا وهو تعريف السلحفاة. ولا تحتوي المكونات الأولية العديدة التي تفترضها النظريات التي تحاول تقديم بيان كامل للأجزاء الرئيسية للعالم - الجسيمات الأولية والجينات والميمات - على النفوس. مما سبق، يبدو لنا أن النفس ليست شيئا يوجد على المستوى الأساسي للوصف، ولكنها شيء مصنوع لا يظهر إلا عندما تتجمع عدة عوامل بسيطة في كل معقد.
الفصل الرابع
অজানা পৃষ্ঠা