নীল ব্যাগ: একটি আধুনিক সাহিত্যিক প্রেমের উপন্যাস
الحقيبة الزرقاء: رواية عصرية أدبية غرامية
জনগুলি
فقال: «ولكن قبل كل شيء يجب أن أعرف كيف مات.» فقال الخادم: «فجأة مات.» - «لا يمكن؛ لأن لون وجهه يدل على أنه مات مسموما.»
فذهل الخادم من هذا الظن، وقال: «لازمته طوال النهار فلم أر من يدس السم له، فلا يمكن أن يكون مسموما، وإنما مات فجاءة بعلة قلبية؛ لأني كنت أسمع الأطباء ينصحونه أن يغير أسلوب معيشته؛ لأن قلبه ضعيف جدا فيخشى عليه من السكتة القلبية، وقبل أن يسلم روحه قال: أشعر بخفقان شديد.» - «لا. لا يفيد هذا التعليل.» ونظر إليه نظرة غضب مخيفة.
ثم نهض وخرج خارجا وعلى وجهه أمارات الشر ؛ فأوجس الخادم منه شرا فتبعه من حيث لا يدري، فسمعه يقول لخادم الفندق: «ادع الشرطي حالا.» فسأله خادم الفندق السبب فقال: «إن اللورد الذي مات عندكم مات مسموما، ولا بد أن يكون خادمه قد دس له السم طمعا في نقوده.»
فلما سمع خادم اللورد هذا الحديث المختصر اضطرب وخاف جدا، وقال في نفسه: لعل أحدا دس السم لسيدي فمات فتثبت علي الشبهة بي، فما خطر لذلك المسكين البريء إلا الفرار، فاختبأ في زاوية ريثما عاد أخو زوجة الميت إلى الغرفة، وفي لحظة أصبح الخادم خارج الفندق، فركب مركبة درجت به إلى قرب ضواحي المدينة، فتركها وأوهم أن يدخل منزلا ريثما عاد الحوذي بمركبته، ثم استأنف السير مسافة، واكترى مركبة أخرى نقلته إلى آخر الضواحي، ومن هناك مشى إلى أقرب محطة، فركب السكة الحديدية إلى ليفربول، وأقام فيها باسم غير اسمه، وحلق لحيته وشاربيه وبدل ملابسه؛ فصار رجلا آخر وجعل يشتغل آمنا. وقد مضى على هذا الحادث أكثر من عشرين عاما. فهل يقبض على الخادم كجان الآن لو أعلن نفسه؟ هذه مسألتي لك. - لا أظن أنه يقبض عليه بعد هذه المدة الطويلة.
وكان إدورد يسمع هذه الحكاية مبهوتا، وهو يقول في نفسه: «من هذا اللورد ومن هذا الفتى الغني؟» ولكنه صبر ريثما استتلى حديث الشيخ.
فبعد إذ أجابه على سؤاله سأله: ولكن قل لي هل ثبت أن اللورد مات مسموما؟ - ذلك ما لا أدريه، ولكني أرجح أن الخادم صادق فيما رواه عن موتة سيده بالسكتة القلبية. - ولكن لماذا يتهمه أخو زوجة اللورد بهذه التهمة؟ - فكرت كثيرا في هذا الأمر، فخطر لي أنه يود أن يكتم أمر زواج أخته ريثما يجد مشروعا آخر لتنفيذ أمنيته في إغاظة الشريفة المتصلفة التي رفضته بعلا لها. وبما أن الخادم هو الشخص الوحيد الذي كان يعرف سر ذلك الزواج لم ير بدا من إبعاده، ففعل ما فعل لكي يحمله على الهرب والاختفاء وإنكار كل علاقة له بالشريف وأهله. - ولكن ماذا يفيده كتم زواج أخته المتوفاة في تنفيذ مأربه؟
فابتسم الشيخ قائلا: يفيده. - كيف؟ - كان لذلك العهد قد تزوج ورزق فتاة، فيظهر لي أنه خطر له أن يحفظ ابن أخته عنده ريثما يشب مع ابنته فيزوجه إياها؛ وثم يعلن نسبه وحينئذ لا تدري تلك الشريفة المتكبرة إلا ولها ابن أخ شريف، وقد تزوج ابنة الرجل الذي رفضته بعلا.
فحدق إدورد في الشيخ جاكوب داي برهة، ثم قال: عمن تتكلم؟ - ماذا يعنيك؟ - أرى قصتك انتهت بمثل بدء قصتي، فقل بربك من هذا الرجل الغني، ومن ابن أخته وابنته، ومن الشريفة المتكبرة، ومن أخوها؟ قل لي. - ذلك سر يا بني لا أقدر أن أبوح به لئلا يؤذى الخادم. - بربك لا تكتم السر عني، فأني أقسم لك أني لا أبوح به إذا تحققت أن الخادم يؤذي. أفأنت الخادم؟ - نعم أنا هو واسمي الحقيقي جوزف برون، والرجل الغني هو المستر جوزف هوكر، وابن أخته اللورد إدورد سميث ابن اللورد هركورت سميث.
فانقضت صاعقة من الرعب على هيكل إدورد زلزلت مفاصله، وانتصب منها شعر رأسه، وتجمدت صمامات فؤاده؛ حتى كاد يقضى عليه كما قضي على أبيه في فندق القمار منذ عشرين عاما واكفهر وجهه، وفي الحال امتلك روعه وقال: أتقسم أنك صادق فيما تقول؟ - إذا لم تصدقني، فلا تصدق قسمي، فسلني عن بينة حسية. - أعندك بينة حسية؟ تكاد تجنني بهذا البيان حتى أظنني في حلم. - بل أنت في حقيقة يا سيدي اللورد، عر ظهرك فأريك بواسطة المرآة صليبا موشوما على الجانب الأيمن منه هو دليل لتحقيق شخصيتك، وقد أثبت هذا الدليل في ورق بإمضاء أبيك كتب على أثر ولادتك بناء على مشورة خالك.
فما انتهى المستر داي من الكلام حتى كان إدورد قد خلع ثوبه، وتناول الشيخ في الحال مرآتين صغيرتين ووضع الواحدة مقابل الوشم والأخرى مقابل الأولى، بحيث يرى إدورد فيها العلامة واضحة، وجعل يتأمل الوشم تارة ويفكر في الحكاية أخرى، ثم لبس ملابسه وسأل: أين الورق الذي تسجلت فيه شخصيتي بإمضاء أبي؟ - لا بد أنه يوجد عند خالك مع الأوراق التي تثبت شرعية زواج أبيك. هذا إذا لم يكن خالك قد أتلفها. - ويلاه، إلى عهد انفصالي عنه كانت لم تزل عنده، وبعد ذلك لا أدري ماذا فعل بها. - وهل رأيتها عنده؟ - نعم رأيتها. رأيتها محفوظة في حقيبة، ولكن لم يقل لي ما هي بل قال: فيها مجد عظيم لي ومفتاحها الوحيد اقتراني بابنته، فلم أعبأ بقوله حينئذ ولا خطرت أهميته لي. - أتقدر أن تصف لي هذه الحقيبة؟ - هي من جلد أزرق صغيرة توضع بالجيب، وقد رسم عليها بماء الذهب اسم خالي نفسه. - هي هي إذن بلا مشاحة يا سيدي. - أتظنه أتلفها بعد جفائي لها؟ - لا، لا أظنه يتلفها؛ لأن بقاءها معه يظل مفيدا له بعض الفائدة إذا لم يستطع أن يستفيد منها كل الفائدة التي كان يبتغيها. - ترى ماذا يستفيد؟ - إذا لم يتسن له أن يثبت بها أن صهره هو اللورد إدورد سميث ابن شقيق اللايدي سميث سابقا، فيثبت بها أن ابن أخته هو ذلك اللورد، وحسبه ذلك. - ومن هي اللايدي سميث؟ - علمت بعدئذ أنها هي اللايدي مرغريت بنتن الآن.
অজানা পৃষ্ঠা