জ্ঞানের তথ্য
حقائق المعرفة
জনগুলি
فصل في الكلام في أن الله عالم حكيم
اعلم أنا لما رأينا هذا العالم قد قدر وجعل كل شيء منه في موضعه، وأعد كل أمر منه لشأنه، ورأينا هذا الصنع المشاهد حسن التقدير، محكم التدبير، لا خلل فيه ولا تفاوت؛ علمنا أن صانعه عالم حكيم.
ونظرنا في خلق الإنسان، ورزقه، من ابتدائه إلى انتهائه، فإنه عندما تحمله أمه ينقطع عنها الحيض ليكون الدم رزقا له، كما يكون مح البيضة رزقا للفرخ في وسط البيضة المحضونة، فإذا ولد أحدث الله له رزقا في ثدي أمه لم يكن من قبل، ويولد وقد جعل الله له آلة لا يستعملها في الحال، ولا يستغني عنها في المآل، فدل ذلك على أن صانعه عالم حكيم.
ودليل آخر: أنا نظرنا إلى الآدميين، وإلى ما يملكون من الحيوان، فإذا هم لا يشتبه منهم اثنان في صورة الوجوه ولهجة الأصوات، وكذلك لا يشتبه من الأنعام والخيل والدواب اثنان، على كثرتهم وسعتهم.
وبيان العلم في اختلافهم أن الله لما كان عالما بكل معلوم لم يشتبه من الناس اثنان، ولا يشتبه مما يملكون ن الحيوان اثنان، قال عز من قائل: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}[الملك:14].
পৃষ্ঠা ১৩৯