وقاطعتني المرأة في صوت حاد مستنكر: «مريض؟!» ورشقتني بنظرة ارتياب بالغة، فاعتذرت لها بسرعة، وهرولت إلى السلم أجري، وقد أحسست أنها ستجري خلفي، وتمسكني من ملابسي.
وركبت عربتي وعدت إلى شارع الهرم، أسير على مهل، وفي قلبي ثقل كبير. ووصلت البيت، ووضعت مفتاح الشقة في الباب ودخلت، فإذا بي أرى زوجي واقفا في الصالة، ولما رآني أقبل علي، وسألني قائلا: «أين كنت، لقد استيقظت بالصدفة فلم أجدك، أين كنت؟»
وحكيت له القصة من بدايتها، منذ سمعت المحادثة التليفونية، حتى ضغطت على جرس البيت المجهول، ولاحظت أن أنفاسه تعلو وتهبط، ورأيته ينظر إلي دهشة وفزع، وسألني: ومن الذي فتح الباب؟ رجل أم امرأة؟
ونظرت إليه في أسى، وقلت: لم يكن هو بيت المريض.
لكنه لم يأبه لكلامي، وأعاد سؤاله قائلا: رجل أم امرأة؟
قلت وأنا شاردة: امرأة.
فهدأت ملامح وجهه، وعاد ليواصل في راحة بال واطمئنان.
وجلست في الصالة أفكر ... أشياء كثيرة ترتطم برأسي، وتسبب لي ألما، ولم أدر إلا ونور الصباح يملأ المكان، وأنا أجلس وقد غلبتني سنة من النوم تشبه اليقظة.
وانقضت على تلك الليلة أيام كثيرة خلت أنني نسيتها، حتى كان يوم كنت أجلس في عيادتي، وقال لي التمورجي إن رجلا يريد مقابلتي ... ودخل الرجل، ورأيته ينظر إلي متفحصا، ثم قال: حضرتك الدكتورة سعاد. - أيوة.
فمصمص شفتيه وقلبهما، وسكت قليلا ثم قال: حضراتكم عاملين دكاترة؟
অজানা পৃষ্ঠা