أوه، ليت هذا الجثمان، وما أصلبه على الرزايا والكوارث، ليته يذوب، ويسيل، وينحل إلى ندى، بل ليت بارئ الإنسان لم يحرم عليه قتل نفسه. أي إلهي. أي إلهي. ما أثقل جميع مصطلحات هذا العالم، وما أسفلها، وما أقدمها، وما أقلها جدوى. قبحا لهذه الدنيا وتبا لها، إنها لحديقة غير مهذبة، ينمو فيها النبات فطريا، وتستولي عليه الأعشاب السمجة، أإلى هذا الحد وصلت الأمور؟ مات منذ شهرين أو أقل، ملك، وأي ملك! جواد لا يدانيه هذا إلا دانى الهر الأسد، وما كان أرقه لوالدتي، وأعطفه يا للسماء! ياللأرض! بئست الذكرى، إذا تذكرت كان يعلق بها علاقة من لا يزيده تمثيل الطعام سوى تماد في الغرام، وهذا ما انتهى إليه وفاؤه في شهر، لندع التفكير في ذلك، يا سرعة التحول! لو سميت لسميت امرأة. في شهر قصير قبل أن يعتق الحذاء الذي مشت به وراء الجنازة باكية، وأي بكاء غزير! يا عجبا! أتلك هي هذه؟ تالله لو أصيب وحش ضار لم يوهب أدنى تعقل بما أصابها لكان إعواله أطول مدى من إعوالها، تزوجت من عمي وأين هو من أبي؟ أين «هرقل» القدير من ضعيف مثلي؟ تزوجت ولم ينقض الشهر، ولم تنصل حمرة جفونها من ملح دموعها. ويلها من عجلة عجلتها إلى مهد الحرام، ساء ما عملت وساءت عقباه، ولكن تفطر يا قلب، ولا تنطق يا لسان. (يدخل «هوراشيو». و«مرسلس». و«برناردو».)
هوراشيو :
التجلة لسموكم.
هملت :
يسرني أن أراكم في عافية، أما أنت يا «هوراشيو»؟
هوراشيو :
أنا هو يا مولاي. وإني لخادمك الأمين أبد الدهر.
هملت :
قل يا ... أعفني من قول يا سيدي، ولأدعك بياصديقي. ماذا جاء بك وب «مرسلس»
مرسلس :
অজানা পৃষ্ঠা