210

হামায়ান যাদ

هميان الزاد إلى دار المعاد

জনগুলি

رواه الترمذى، وأخرج مالك فى الموطأ أن حفصة رضى الله عنها، زوج النبى صلى الله عليه وسلم قتلت جارية لها سحرتها، وقد كانت دبرتها، فأمرت بها فقتلت، فما كان شركا قتل به الساحر لكفره فإن تاب لم يقتل، وما لم يكن شركا فلا يقتل به، بل ينكل أو يعزر إلا أن قتل أحدا بسحره وتبين فإنه يقتل به قصاصا، إلا أن عفى الولى فيعزر أو ينكل هذا ما عندى وهو المناسب للمذهب، وهو قول الشافعى وأحمد ومالك وقال أبو حنيفة لا يقتل إلا إن تكرر منه القتل به. وعنه أنه لا يقتل إلا إن أقر أنه قتل إنسانا بعينه، وقيل يقتل الساحر ولو لم يكن فى سحره شكر ولا قتل، وقد قتل بعض السلف رجلا يخيل أنه يكون الرجل حمارا بسبب يفعله، وعلى هذا القول تقتل هؤلاء المغاربة التى فوق مغربنا، هذا من السوس أو غيره يخيلون أنهم يضربون وجوههم بحديد، ويتعلق بها ويمشون على حبل فى الجو ونحو ذلك مما يقال له النيرنجات والشعبذة ومشهور الشافعية أن مثل هذا يعزر به أو ينكل ولا يقتل إلا إن قارنه شرك أو قتل مثل ما نقول، وقيل يقتل الساحر ولو تاب. كما يرجم الزانى ولو تاب. وبه قال مالك وأحمد بن حنبل وأبو حنيفة وجماعة من الصحابة. وقال مالك فى من يعقد الرجال عن النساء يعاقب ولا يقتل. وعن مالك وأحمد يقتل بمجرد تعلمه واستعماله، وفى رواية عن أبى حنيفة وأحمد أنه لا يقتل الساحر إن تاب، ووجه القول يقتل الساحر مطلقا ولو لم يقتل، ولو تاب، حديث

" اقتلوا الساحر "

ووجه تقييد الحديث بمن أشرك بسحره أو قتل أنه ليس بأعظم من سائر المشركين، ولا من مشرك قاتل، وقد صحت توبتهما أو سقط القتل بالعفو، فإن تاب غير نصوح وكان فى إبقائه ضرر قتل فيما قيل، وسواء فى قتل الساحر الموحد والمشرك على ما مر، والرجل والمرأة، وقال الشافعى وأحمد ومالك إنه لا يقتل الكتابى. وقال أبو حنيفة تحبس الساحرة ولا تقتل. { وما أنزل على الملكين } عطف على السحر، والمراد واحد فإن ما أنزل عليه ما هو السحر، ولكن عطف عليه للتغاير باللفظ أو بالاعتبار فإن الفعلة الواحدة إذا صدرت من إنسان غير التى صدرت من آخر، ولو تماثلتا، فإن الفعل الواحد لا يقدر من فاعلين، ويجوز أن يكون المراد بالسحر غير ما أنزل عليهما، ثم عطف عليه ما أنزل عليهما بأن يكون السحر المذكور نوعا، وما أنزل عليهما نوعا آخر منه كالتفريق بين المرء وزوجه، ويجوز عطفه على ما تتلو الشياطين، والملكان أنزلهما الله سبحانه وتعالى إلى الأرض، وأنزل عليهما السحر بواسطة ملك آخر بإلهام ليعلماه الناس ابتلاء من الله جل وعلا للناس، ويميز بين السحر والمعجزة إذ خفى على أهل بابل الفرق بينهما، فقد يدعى واحد منهم النبوة بالسحر فيظهر بتعليمه أنه سحر، أو خفى على أهل الأرض فيؤخذ من بابل فيتميز مدعى النبوة من الساحر، ويفضح أهل بابل مدعيها بالسحر ولو من غير أرضهم، وتعليم الملكين الناس السحر عبادة منهما إذا نزل عليهما ليؤدياه للناس، وابتلاء للناس هل يجدون السحر كما خلق الخنزير ونهى عن أكله، وخلق المعاصى ونهى عنها، وخلق ما يعصى به ونهى عنه، وله أن يمتحن عباده بما شاء كما امتحن بنى إسرائيل بنهر طالوت كما قال

فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من اغترف غرفة بيده

وليس فى ذلك تلبيس الدين لغيره لأنه تعالى قد خلق الطاعة وأمر بها، وبين الحلال والحرام، وكان الملكان بإذنه تعالى لا يعلمان أحدا السحر حتى يقولا { إنما نحن فتنة فلا تكفر } هذا هو الحق عندى، ويحتمل على بعد أن يكونا متعمدين تعليم السحر بالذات، بل يعلمانه بالغرض بأن يريا الناس يدعون النبوة بالسحر، ويخوضونه لغير ادعاء النبوة أيضا، فكانا يصفان السحر للناس ليعرفوا بطلان ادعاء النبوة ممن يدعيها به، وليتركوه فلا يفعلوا فيه إذ قد يفعل الإنسان فعلا أو قولا يكون سحرا ولا يدرى أنه سحر، ويقولان قبل أن يصفاه للناس { إنما نحن فتنة فلا تكفر } لأنها قد علما أنهما إذا وصفاه للناس على جهة التحذير عنه تعلموه ليعلموه، وما ذكر على أن ما موصولة أو موصوفة، وضمير أنزل عائد إلى ما، وقيل هى نافية وضمير أنزل عائد إلى السحر وعليه فهى وما بعدها جملة معطوفة على قوله { ما كفر سليمان } قلت هذا ينافى قوله { وما يعلمان من أحد حتى يقولا } إنه يقتضى أنه نزل عليهما السحر فكانا يعلمانه الناس، ولعل صاحب هذا القول يقول إن المعنى ما أنزل على الملكين السحر على أنه حلال لمن يتعلمه أو يعلمه لغيره، ولكنه أنزل ابتلاء وفرقا بين الساحر والنبى. وقال مجاهد وغيره إن الله أنزل على الملكين ما يفرق به بين المرء وزوجه فقط دون السحر. انتهى. فتكون ما موصولة وفى عطفها ما مر من كونه على السحر أو على ما تتلو، وقيل إن اليهود قالوا إن السحر أنزل على جبريل وميكائيل فى بابل، ورد عليهم الله فتكون ما نافية، ويرده أنه لم يصح تسميتها بهاروت وماروت إلا إن كانت تسمية من اليهود محدثة فذكرها الله، وقيل المراد بالملكين رجلين صالحين سميا ملكين باعتبار صلاحهما، وعليه فما موصولة أو موصوفة أو نافية على ما مر أيضا، ويؤيده قراءة الحسن الملكين بكسر اللام فهما سلطانان عادلان ببابل يتعلق بأنزل، أو بمحذوف حال من الملكين ويضعف كونه حالا من المستتر فى أنزل، وبابل بلد من أعمال الكوفة من العراق، سمى لتبلبل الألسنة بها عند سقوط صرح نمرود، كما يأتى بمحله، وقيل هو بلد فى نهاوند، والأول أصح وأشهر.

{ هاروت وماروت } عطف بيان أو بدل من الملكين، ومنع صرفهما للعلمية والعجمة، ولو كانا بحسب الأصل وصفى مبالغة من الهرت والمرت بمعنى الكسر، ثم كانا علمين على الملكين كما قيل لا تصرفا لبقائهما على العلمية وحدها، وقد يقال أنهما كذلك من الهرت والمرت بمعنى الكسر فى لغة بعض العجم، كما أن المرت فى لغة بعض الروم قريب من معنى الكسر، ويدل على البيان والبدل قراءة بعضهم بالرفع، أى هما هاروت وماروت، وهى قراءة الزهرى. ومن جعل ما نافية فى قوله { وما أنزل على الملكين } جعل هاروت وماروت فى قراءة الفتح بدل بعض من الشياطين فى قوله { ولكن الشياطين } على أنهما من الشياطين لا من الملائكة، فيكون ما بين ذلك معترضا، أو النصب على الذم، وإن قلت إذا كان الملكان ببابل فلم لا نسمع أن أهل تلك البلاد اليوم ومن قاربها يصلونها، وكذا من يأتيها، قلت قال الحسن إن الملكين ببابل إلى يوم القيامة وإن من عزم على السحر ثم أتاهما سمع كلامهما من غير أن يراهما ويلقاهما بالنظر، انتهى. وحفظت أن امرأة جاءتها على عهد عائشة ثم جاءت تسألها، وقد تابت من السحر، وقالت تعلمته ولم أعمل به ولم أحفظ أنها رأتهما، وحفظت أيضا أن يهوديا ذهب إليهما بمسلم وقال لا تذكر الله، فلما دخل إليهما فى منحدر من الأرض كفار فرأياهما فذكر المسلم الله فتحرك تحريكا شديدا له صوت مفزع فرجعا هاربين، وحفظت أنهما ألبسا حديدا من ركبهما إلى مناكبهما، وأن عجوزا رأتهما وتعلمت منهما فزعمت عن نفسها أنها تزرع وتحصد فى ساعة، وما تحب شيئا إلا كان، وحفظت أنهما منكوسان على رءوسهما معلقان بأرجلهما بينهما وبين الماء شئ قليل، وقد قيل إنهما منكوسان يضربان بسياط الحديد، وبه قال عمر بن سعيد، وقال عطاء بن أبى رباح رءوسهما مطوية تحت أجنحتهما، وقال قتادة جعلت فى جب ملئت نارا وأنه قصدهما رجل ليتعلم السحر فوجدهما معلقين بأرجلهما مزرقة أعينهما مسودة جلودهما، ليس بين ألسنتهما وبين الماء إلا قدر أربع أصابع، يعذبان بالعطش، فلما رأى ذلك هاله فقال لا إله إلا الله، فلما سمعا كلامه قالا لا إله إلا الله من أنت؟ قال رجل من الناس، فقالا من أى أمة؟ قال من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قالا أوقد بعث محمد؟ قال نعم.

فقالا الحمد لله وأظهرا الاستبشار، فقال الرجل مم استبشاركما؟ قالا إنه نبى الساعة، وقد دنا انقضاء عذابنا، فيحتمل أنهما كانا يريان ثم أخفيا أو يظهران لأحد من الناس، بأن يقصد قاصد محلهما، فقد يظهران، وقد لا يظهران له، وتعذيبهما بالعطش يدل أنهما من البشر أو من الملائكة، طبعا طبع البشر فى الأكل والشرب كما قد قيل، وكذا وصفهما بالجلد وزرقة العيون، ويروى أنهما متعلقان بشعورهما فوصفا بالشعر، ولا يكفر قائل ذلك لا يعصى، لأنه من جملة ما يروى فى الآثار من الفروع وإنما قلت من الفروع، لأن من وصف بلفظ الملائكة مطلقا بلحم ودم أو نحوهما، وغير صفات الملك عاص عندى، ولا أحكم بكفره إلا أن وصف الملائكة عموما بذلك، فإنه كافر لأن وصفه إياهم بذلك إبطال لجملة الملائكة. وقد ذكر الشيخ هود رحمه الله عن مجاهد أن الملائكة عجبت من ظلم بنى آدم، وقد جاءتهم الرسل بالكتب، فقال لهم ربهم اختاروا منكم اثنين يحكمان فى الأرض، فكانا هاروت وماروت فحكما فعدلا، حتى نزلت عليهم الزهرة فى صورة امرأة حسناء، فقالا لها تعالى فى البيت، فكشفا لها عن عورتهما، فطارت الزهرة فرجعت حيث كانت فى السماء، فزجرا فاستشفعا برجل من بنى أدم فقالا له سمعنا ربك يذكرك بخير، فقال كيف يشفع أهل الأرض فى أهل السماء؟ ثم واعدهما يوما يدعو لهما فدعا لهما، فخيرا بين عذاب الدنيا وبين عذاب الآخرة، فنظر أحدهما إلى الأخر فقال ألم تعلم أن أفواج عذاب الله فى الآخرة كذا وكذا فى الخلد أيضا فاختارا عذاب الدنيا، فهما يعذبان ببابل. انتهى. وفيه دليل على خلود الفاسق، إذ كشف العورة فسق دون الشرك، وقد تجنبا الخلود به. اختارا عذاب الدنيا. قال رحمه الله ذكروا عن على بن أبى طالب أنه قال كانت الزهرة امرأة جميلة معجبة ملكت أهل فارس فخاصمت إلى الملكين فراوداها، فقالت لا أفعل حتى تعلمانى الاسم الذى إذا تكلم به عرج إلى السماء، فعلماها إياه فعرجت فمسخها الله كوكبا، وذكروا عن ابن عباس أنه قال أتتهما امرأة تخاصم إليهما فافتتنا بها فراوداها على نفسها فقالت لا أمكنكما من نفسى حتى تشربا هذه الخمرة وتعبدا هذا الصنم، وجاءهما رجل فقتلاه فخافت أن تقول عليهما، ذكروا عن صفوان ابن سليم أنه قال ما نهض ملك من الأرض إلى السماء حتى يقول لا حول ولا قوة إلا بالله. وذكروا عن ابن عمر أنه كان يقول إذا رأى الزهرة لا مرحبا بك ولا أهلا، وذكروا عن ابن عباس أنه قال أتدرون ما كانت تسمى هذه الكوكبة الحمراء فى قومها يعنى الزهرة؟ قال كانت تسمى نبدوحة، وذكروا عن على أنها كانت تسمى أناهية.

ونقل عنه وعن ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار والسدى والربيع غير الربيع بن حبيب راوى أبى عبيدة بألفاظ متقاربة يزيد بعضها على بعض أن الملائكة لما رأوا ما يصعد إلى السماء من أعمال بنى آدم الخبيثة فى زمان إدريس عليه السلام، فقالوا لربهم هؤلاء الذين جعلتهم فى الأرض واخترتهم وهم يعصونك، فقال الله عز وجل لو أنزلتكم إلى الأرض وركبت فيكم ما ركبت فيهم لركبتم مثل ما ركبوا. قالوا سبحانك ما كان ينبغى لنا أن نعصيك. قال الله تعالى اختاروا ملكين من خياركم أهبطهما، وكان اسم هاروت غرا واسم ماروت عراما فغير اسمهما لما قارفا الذنب، وركب الله فيهما الشهوة وأهبطهما إلى الأرض، وأمرهما أن يحكما بين الناس بالحق، ونهاهما عن الشرك والقتل بغير الحق، والزنى وشرب الخمر، فكانا يقضيان بين الناس يومهما، فإذا أمسيا ذكرا اسم الله الأعظم وصعدا إلى السماء، فما مر عليهما شهر حتى افتتنا، وقيل افتتنا فى أول يومهما، وذلك أنه اختصمت إليهما امرأة، يقال لها الزهرة، وكانت من أجمل أهل فارس، وقيل كانت ملكة، فلما رأياها أخذت بقلوبهما، فقال أحدهما لصاحبه هل سقط فى نفسك مثل الذى سقط فى نفسى؟ قال نعم، فراوداها عن نفسها، فأبت وانصرفت، ثم عادت فى اليوم الثانى ففعلا مثل ذلك، فأبت وقالت لا إلا أن تعبدا هذا الصنم وتقتلا النفس وتشربا الخمر، فقالا لا سبيل إلى هذه الأشياء فإن الله تعالى قد نهانا عنها، فانصرفت ثم عادت فى اليوم الثالث ومعها قدح خمر، وفى أنفسهما من الميل ما فيها، فراوداها عن نفسها فعرضت ما قالت بالأمس، فقالا الصلاة لغير الله عظيم وقتل النفس عظيم، وأهون الثلاثة شرب الخمر، فشربا فلما سكرا زنيا بها فرآهما إنسان فقتلاه خوف الفضيحة، وقيل إنهما سجدا للصنم، وقيل جاءتهما امرأة من أحسن النساء تخاصم زوجها، فقال أحدهما للآخر هل سقط فى نفسك مثل الذى سقط فى نفسى؟ قال نعم. قال هل لك أن تقضى لها على زوجها؟ فقال له صاخبه أما تعلم ما عند الله من العقوبة والعذاب؟ فقال له صاحبه أما تعلم ما عند الله من العفو والرحمة؟ فسألاها نفسها. فقالت لا إلا أن تقضيا لى على زوجى، فقضينا. ثم سألاها نفسها. قالت لا، إلا أن تقتلاه، فقال أحدهما لصاحبه أما تعلم ما عند الله من العقوبة والعذاب، فقال له صاحبه أما تعلم ما عند الله من العفو والرحمة فسألاها نفسها فقالت لا، إلا أن صليتما معى عند صنم لى، فقال أحدهما لصاحبه مثل القول الأول، فرد عليه مثله فصليا معها عنده، فمسخت شهابا.

وقال على بن أبى طالب قالت بعدما صليا عنده لن تدركانى حتى تخبرانى بالذى تصعدان به إلى السماء فقالا الاسم الأكبر، فقالت فما أنتما بمدركانى حتى تعلمانى إياه، فقال أحدهما للآخر علمها. فقال إنى أخاف الله. فقال الآخر فأين رحمة الله؟ فعلمها ذلك فتكلمت به فصعدت إلى السماء فمسخها الله كوكبا، فقيل إنها هى الزهرة، وقيل إن الزهرة من الذرارى التى أقسم الله بها، قال

فلا أقسم بالخنس الجوارى الكنس

অজানা পৃষ্ঠা