إنى أعلم ما لا تعلمون
أعلم ما لا تعلمون مع ما يعلمون، حكاه بلفظ آخر غير الأول إذ لم يقل ألم أقل لكم إنى أعلم ما لا تعلمون، ففى ذلك دليل على جواز الحكاية بالمعنى، ولو اختلف اللفظ، وازداد أو نقص، وإنما استحضره احتجاجا على قوله
إنى أعلم لما لا تعلمون
لإنه لما بين لهم أن آدم علم ما لم يعلموا ظهر كالشمس إنه يعلم ما لا يعلمون بل زاد ظهورا، وأما أصل الظهور فقد اعتقدوه ولما بين لهم ازدادوا علما، فعلوم الملائكة وكمالاتهم تقبل الزيادة، كما دلت عليه الآية وقد ازدادوا كمالا، كما ازدادوا علما، كما دلت عليه هذه الآية. وقوله { أنبئهم بأسمآئهم } مع قوله { فلمآ أنبأهم بإسمآئهم } ، وقوله
قالوا سبحانك لا علم لنا إنك أنت العليم الحكيم
ألا تراهم زادوا خضوعا ومعرفة فى حق الله وطمانيته، ومنع بعض حكماء الإسلام ذلك فى الطبقة العليا منهم، لقوله تعالى
وما منا إلا له مقام معلوم
وليس نصا فى أنهم لا يزيدون. مع أن الأصل الزيادة، إذ هم مكلفون، لهم عقول ورغبة فى الخير. وإنما قلت إن معنى
إنى أعلم ما لا تعلمون
شامل لمعنى { إنى أعلم غيب السماوات.. } إلخ ولم أقل إنه نفس معناه لأنه أعم من معنى { إنى أعلم الغيب.. } إلخ. لأنه شامل لغير غيب السماوات والأرض وغير ما يكتمون، كغيب ما فوق السماوات وما تحت الأرضين، وفى قوله
অজানা পৃষ্ঠা