استيقظ جونزاليس في الصباح التالي، واغتسل وارتدى ملابسه، وبينما كان يحتسي القهوة قالت الغرفة: «السيد تراينور هنا من أجل مقابلتك.»
قال: «اسمحي له بالدخول.» وفكر في نفسه قائلا: «حان وقت تسوية الحساب.»
حين دخل تراينور، بدا عليه شعور من تعرض للتوبيخ والعقاب، وهي حالة لا يستطيع جونزاليس أن يتصور أن هذا الرجل قد يكون فيها. قال جونزاليس: «صباح الخير.»
نظر تراينور حوله، كما لو كان غير واثق من نفسه، وقال: «سأغادر هذا المساء. ربما تأتي معي إن أردت.»
أخذ جونزاليس يبحث عن سوار الهوية الخاص به، ووجده على المزينة المجاورة للطاولة، ثم قال: «لا أفهم. ألست مفصولا؟» «لقد قلت ذلك في انفعال لحظي كما تعلم ... فهذا المكان، وهؤلاء الأشخاص؛ أخشى أنني لم أتمكن من إدارة الأمور جيدا.» «أرى هذا.» قالها جونزاليس وأغلق إبزيم السوار وأضاف: «أهذا خياري الوحيد؟» «كلا، لقد أعيدت شوالتر إلى منصبها كمديرة لفرع سينتراكس في هالو، وحصلت على موافقة مجلس الإدارة بشأن إمكانية توليك المنصب المعروض عليك من جمعية الاتصال. الخيار لك.» «حقا؟ وماذا عن هورن؟» «ضحك تراينور وقال: «سيعود إلى الأرض، وسيتعين علي أن أستفيد منه في شيء ما.» «حقا. يبدو الأمر واضحا بما يكفي. متى سيتعين علي أن أخبرك بقراري؟» «قريبا، قبل أن أغادر.» «سأعلمك به.»
غادر تراينور، وألقى جونزاليس نظرة أخيرة على المكان وذهب لمعرفة ما يحدث. وقد وجد تشارلي ينظر إلى شاشة مراقبة تظهر عليها قوائم بيانات كثيفة. كانت البيضتان قد أزيلتا، لكن الستار المحيط بأريكة ديانا ظل كما هو. سأله جونزاليس: «ما الجديد يا تشارلي؟» «انظر ...» قالها تشارلي وهو يشير إلى المعروضات الهولوجرامية التي تجسد أشكال موجات مطبوعة بعضها فوق بعض، باللونين الأحمر والأخضر وقال: «المنحنيات الخضراء تبين الحدود المحسوبة للاتصال الخاص بديانا، أما الحمراء فهي الحالات الفعلية.»
بدت المنحنيات الحمراء في نظر جونزاليس ضخمة، ربما في ضعف حجم نظيرتها الخضراء. قال: «ما الذي يعنيه هذا؟» «أننا لا نعرف القواعد، أن أمامنا الكثير كي نتعلمه.» قالها تشارلي ورفع عينيه ناظرا إلى جونزاليس، وقد بدا على وجهه المتغضن حماس الشغف بهذه المرحلة الجديدة من الاكتشاف.
سأله جونزاليس: «أين ليزي؟» «لقد عادت إلى منزلها. وقالت إنها ترغب منك أن تزورها.» •••
وقف جونزاليس أمام باب شقة ليزي إلى أن قال: «ادخل.» كانت ليزي جالسة في غرفة المعيشة، وكانت الستائر مفتوحة تسمح بدخول ضوء الشمس. وقفت وقالت: «مرحبا.» وابتسمت. لم يستطع قراءة تلك الابتسامة، تماما، رغم أنها بدت أقل تحفظا من ذي قبل. «تفضل بالجلوس، أتريد تناول الإفطار؟» «كلا، أنا بخير.» «كان القط البرتقالي هنا هذا الصباح، يبحث عنك. وقد غادرت شوالتر للتو، لقد عادت إلى منصبها، كما تعلم؟» «سمعت بهذا.» «لقد وافقت على دعوتي التي وجهتها لك كي تصير عضوا بالجمعية، هذا إن رغبت ووافقوا هم. أعتقد أنهم سيوافقون ... إذا قبلت العرض.» كانت ابتسامتها ماكرة قليلا. «ما الذي يتعين علي أن أفعله من وجهة نظرك؟» «الخيار ... خيارك.» كانت تشدد على كلماتها، كما لو أنها كانت تحمل معنى خاصا. «يمكننا الحديث عن الأمر.» «بالتأكيد.»
مرت بقية الصباح وهما يتحدثان، لكن لم يكن حديثهما يدور بالأساس حول الجمعية أو الوظيفة المعروضة على جونزاليس. كانا يدردشان معا، وكانت الموضوعات المزعومة للحوار محض ذرائع للحديث بنبرة صوت معينة أو تبادل النظرات أو تحريك الأطراف: ذريعة لتبادل الاهتمام الضروري وحسب.
অজানা পৃষ্ঠা