এভাবে নাসর আবু জায়েদ কথা বলেছেন
هكذا تكلم نصر أبو زيد (الجزء الأول): من نص المصحف إلى خطابات القرآن
জনগুলি
التصوف أخذ من الفلسفة الإشراقية مفهوم النبي والعارف، وركز على مفهوم التلقي؛ لأن تجربة النبوة هي نموذج لتجربة التصوف، هي النموذج الأول. فيسعى الصوفي إلى السير على خطى تجربة النبوة. أشرت إليها أن النص القرآني لم يصبح فقط نصا في اللغة، بل هناك النص الكوني. «كلمات الله المسطورة في الوجود، وكلمات الله المكتوبة في المصحف» بما أن كلمات الله المسطورة في الوجود لا تنفد،
هم في لبس من خلق جديد . إن خلق العالم ليس عملية انتهت، بل هي عملية متجددة. إذن هناك توتر في النص الكوني، هذا التوتر في النص الكوني ينعكس على النص القرآني. وهذا لا يمكن حله إلا بالتجربة. تجربة الصوفي أيضا متوترة، ينتقل من حال إلى حال، ومن مقام إلى مقام، وينتقل من مستوى إلى المعنى إلى مستوى آخر، وهنا يصبح انفتاح المعنى هو نقل بؤرة التركيز إلى القارئ، وهو انفتاح المعنى.
مستويات المعنى: الظاهر والباطن والحد والمطلع. تعريفات، تختلف لهذه المستويات لكن أذكركم بما قلته عن أربعة عوالم هي وجود الكون، وعند ابن عربي هي برزخ البرازخ، عالم الأمر أو عالم المعقولات، عالم الخلق، وبعد ذلك عالم الكون والفساد. أربعة عوالم، فعالم الكون والفساد الذي نعيش فيه يقابله المعنى الظاهر في القرآن. عالم الباطن هو عالم العقلي، عالم الحد هو عالم الخلق، والمطلع هو برزخ البرازخ الذي لا يمكن الوصول إليه. مستويات المعنى مرتبطة بمستويات الكون، سواء نحب هذا التصور أو نكرهه، لكننا ندرسه، ليس معنى أنني أدرسه أنني أتبنى هذا المنظور. إنما أنا أحاول أن أرى التراث الإسلامي في تعدديته وفي تشعبه كيف تعامل مع الظاهرة القرآنية، مع الفضاء القرآني من منظور النص، لكن كان هنا إدراك لمفهوم الخطاب.
أيضا علوم القرآن والتفسير: مثلا علوم القرآن عند السيوطي أنواع، وهي كذلك عند الزركشي، ويمكن تقسيمها إلى علوم تتراوح بين أن تؤكد مفهوم النص وبعض العلوم ترشح مفهوم الخطاب. علوم التكوين: تعرضنا لأسباب النزول الناسخ والمنسوخ، المكي والمدني، بل هناك أنواع الحضري والسفري، الشتوي والصيفي، ما نزل على لسان عمر، وما نزل على لسان الصحابة ما نزل على لسان الكافرين. هناك إدراك ما أن علوم التكوين قائمة على بنية خطابية. علوم البنية ترشح مفهوم النص، ترتيب التلاوة هو الأساس في علوم البنية. علوم المعنى: المجاز والاستعارة والكناية ... إلخ. وهي كلها ترشح مفهوم النص؛ لأنها كلها مرتبطة بمعنى الجملة، ولا تثريب على التراث أن وقف بحث التراث في اللغة عند مستوى الجملة، وبالتالي عند الصورة. تاريخ التفسير من جامع البيان للطبري إلى «في ظلال القرآن» يقوم على البنية النصية؛ لأنه تفسير خط بياني، يقوم من سورة الفاتحة، وينتهي بسورة الناس. هنا يمكن للمفسر أن يقع في بعض الأخطاء الناتجة؛ لأنه لا يدرك تطور اللغة القرآنية، أي تطور مفاهيم المفردات القرآنية، من البداية إلى النهاية، مثل تطور كلمة «زكاة» وكلمة «صلاة» من معناها اللغوي إلى معناها الاصطلاحي.
سأرجعكم في التاريخ إلى ما يسمى الوعي المبكر بالطبيعة الخطابية للقرآن، القرآن الناطق والمصحف الصامت. الإمام علي في واقعة صفين وفي الصراع السياسي الذي نعرف تاريخه جيدا، حين قال البعض (المحكمة): نحتكم إلى القرآن. قال علي: «القرآن بين دفتي المصحف لا ينطق، وإنما ينطق به الرجال.» المصحف في ذلك الوقت لم يكن نصا مقروءا؛ لأن في ذلك الوقت كانت اللغة العربية لم تطور بعد، أدوات الكتابة لم يكن هناك نقط، ولم يكن هناك علامات للحركات، سواء الحركات القصيرة أو الحركات الطويلة، وبالتالي كان نصا مصمتا يسمونه الرسم. وأي أحد أتيح له أن يرى نسخة من المصحف العثماني، سيرى رسما لا يقرأ، إلا إذا كنت حافظا للقرآن أصلا. يستطيع الرسم أن يذكرك بما تحفظه. المصحف صامت والقرآن ناطق وهذا يتم بنطق الرجال، إدراك مبكر جدا لمسألة الخطاب.
النقطة الثانية: في المجادلة مع المحكمة، أرسل البعض قال: «لا تحاجهم بالقرآن فإن القرآن حمال أوجه.» وهذه العبارات فهمت دائما «حمال أوجه» على اعتبارات المعنى؛ لأنه لكي تحاج بالقرآن تحتاج إلى معرفة السياق، وتحتاج إلى كل هذه المعرفة (الخطاب، نمط الخطاب، سياق الخطاب، المخاطب، الأصوات ... إلخ)، «ولكن حاجهم بالسنة». ولا نعرف أن كلمة السنة إذا عدنا إلى الوثائق مثل كتاب نصر بن مزاحم عن صفين، فالمقصود بالسنة هي التقاليد. وكان التمييز بين السنة مطلقا يعني التقاليد والأعراف، وسنة النبي. بعد ذلك مع الشافعي أصبحت كلمة سنة مطلقا يراد بها سنة النبي؛ لذلك فإن صرخة المحكمة كانت أنهم يريدون أن يعود الأمر للمسلمين حتى «لا يحكمنا مضري حتى قيام الساعة». وفي نفس الوقت أنهم أرادوا الاحتكام إلى القرآن و«السنة العادلة المرضية». وهذا معناه أنه كانت هناك سنة ظالمة ولا يرضى الناس عنها. وربما تكون هذه السنة الظالمة هي العصبية، التي كان الصراع كله يدور على أساسها؛ لأن الصراع كان صراعا بين طرفين في قريش؛ بين البيت الهاشمي والبيت الأموي، في قريش. «لا تحاجهم بالقرآن، فإن القرآن حمال أوجه ولكن حاجهم بالسنة» وفي غمرة نوع من الأسى والشجن الإمام علي يقول، يقصد بني أمية «بالأمس حاربناهم على تنزيله» باعتبار أن أبا سفيان لم يؤمن إلا مع فتح مكة، وإن كان معاوية قد آمن قبل ذلك. «بالأمس حاربناهم على تنزيله، واليوم نحاربهم على تأويله»؛ على المعنى، نزاع على المعنى. كل هذه الحروب، كل هذه النزاعات هي نزاعات حول المعنى، نزاعات حول التأويل.
الملامح الخطابية
أنا أشرت إلى بعضها؛ ترتيب النزول، خطابات، وترتيب التلاوة. هناك ترتيب النزول، هناك الظاهرة القرآنية في حيويتها، وهذا كان خطابا شفاهيا، في مدة البضع والعشرين سنة، بعضها في مكة والآخر في المدينة. خطاب يأتي فيكون هناك رد فعل للناس؛ للمتلقين. فهذا رد الفعل ينعكس في الخطاب التالي تأييدا أو نفيا أو إزاحة أو جدلا أو سجالا ... إلخ. هذه هي الظاهرة القرآنية الحية.
لأمر ما رتب القرآن على غير هذا الترتيب، أقول لأمر ما؛ لأن السؤال في هذه المنطقة، طبعا الإجابة جاهزة أن الله سبحانه وتعالى الذي رتبه على هذا الترتيب، وأن جبريل استعرض القرآن عدة مرات مع النبي، ورتبه على هذا الترتيب. وأنا لا أعترض على هذا، ولكن السؤال يظل مشروعا لمعرفة حكمة الله من هذا الترتيب؛ السؤال البحثي أحيانا هو ليس سؤال هرطقة، هو سؤال معرفة. ترتيب التلاوة أزاح بشكل أو بآخر إمكانية ألا نعود إلى الظاهرة القرآنية، إلا بالبحث والتدقيق وإعادة النظر ... إلخ. وهذا ليس مستحيلا، هذا ممكن، وأنا طرحت بعض الاجتهادات في التراث للنظر للقرآن كخطاب. يحتاج إلى عمل - مكتبة الإسكندرية مثلا - لا ينفع أن يعمله واحد إذا الواحد عمل على سورة، أكثر الله خيره. هناك علم في علوم القرآن اسمه علم المناسبة بين الآيات والسور، وهذا علم يحاول إدراك ما العلاقة بين سورة الفاتحة وسورة البقرة، لماذا جاءت سورة البقرة بعد سورة الفاتحة؟ السؤال يتضمن وعيا بأنه لا بد أن يشرح هذا الأمر. وفي علم المناسبة بين الآيات والسور، هناك أبحاث وكتب للأسف كلها ضاعت، وأرجو أن يكون بعض هذه الكتب أو المخطوطات قد تم العثور عليها - الدكتور يوسف هو الذي يفتيني في هذا الأمر - علم المناسبة علم عظيم؛ لأنه افترض وحدة القرآن، ويدرك أن القرآن وترتيبه حسب هذا الترتيب، ترتيب التلاوة، يحتاج إلى شرح للوحدة. فمثلا نجد محاولات مهمة جدا ورائعة جدا، أنه في نهاية
اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين - ولكن خذوا بالكم هذا تأويل ما بعد القرآن - حصل تفسير للمغضوب عليهم، وتفسير للضالين. القرآن لم يقل من هم. قالوا: المغضوب عليهم اليهود، غضب الله عليهم ولعنهم، الضالين حسب التفسير، النصارى. سورة البقرة تتعامل بشكل كلي مع اليهود، وسورة آل عمران تتعامل مع النصارى، فالمفسر قال إذن هناك مفتاح في سورة الفاتحة يؤكد لنا العلاقة بين سورة الفاتحة والسور التي تلتها. حتى إن في
অজানা পৃষ্ঠা