এভাবে নাসর আবু জায়েদ কথা বলেছেন
هكذا تكلم نصر أبو زيد (الجزء الأول): من نص المصحف إلى خطابات القرآن
জনগুলি
الجاحظ قال: «المعاني مطروحة في الطريق، يعرفها العربي والعجمي والبدوي والحضري، وإنما القصد هو السبك والصياغة»؛ أي الذي يميز بين كلام وكلام هو سبك وصياغة الكلام. استعارة الصياغة وهي استعارة من صناعة الذهب والمعادن، استعارة مهمة جدا، جدا في الفكر اللغوي العربي، السبك والصياغة والسباكة، وحتى الآن نقول: كلام مسبوك، وصياغة حسنة. وهنا يستخدم المجاز في التعبير عن اللغة. (3) من اللغة إلى الكلام من المعجم إلى التركيب
عبد القاهر الجرجاني يستعيد هذه الثنائية، فنجده في كتاب أسرار البلاغة ينطلق من هذه الثنائية، لكنه في دلائل الإعجاز يخترق هذه الثنائية، لكن سيظل سؤال المعنى واللغة، أيهما أسبق، التفكير أم التعبير؟ ونحن نعرف أن هذه المشكلة حتى في اللسانيات المعاصرة ما تزال مشكلة معقدة. عبد القاهر أشعري، وأشعرية عبد القاهر هنا جعلته يعطي أسبقية المعنى على التعبير عن المعنى، وهذا له علاقة بنظرية الأشاعرة حول القرآن. نعرف أن الأشاعرة قالوا إن القرآن قديم من حيث «معاني»، من حيث إنه صفة إلهية في العلم الإلهي؛ لأن العلم الإلهي صفة إلهية، ولا بد أن يكون العلم الإلهي قديما؛ فالقرآن من حيث هو في العلم الإلهي، أي قبل أن يوضع في عبارات وألفاظ قديم، لكن القرآن حين صيغ في اللغة ووضع ألفاظا وعبارات محدث، فهو محدث نطقا قديم معنى.
هنا لا يستطيع المفكر اللغوي أن يتكلم عن المعنى النفسي. إنك تروم المعاني في نفسك ثم تنطق بها، كان لا بد لعبد القاهر أن يحافظ على هذه الثنائية. ليست ثنائية اللفظ والمعنى وإنما ثنائية المعنى والعبارة، يعني انتقل عبد القاهر من اللغة على مستوى المفردات إلى اللغة على مستوى التركيب. في نفس الوقت عبد القاهر يقول: «إن اللغة نظام من العلامات لا توصف بالحسن أو بالقبح»، يعني اللغة ألفاظ وعبارات، لا توصف العبارة بأنها حسنة أو قبيحة؛ «لأن الألفاظ لا تراد لنفسها، وإنما تراد لتجعل أدلة على المعاني.» يعني تراد للدلالة على المعنى، فلا يوصف اللفظ بالحسن أو القبح.
وله أمثلة، هائلة جدا، إنه يأتي بأمثلة مثل كلمة «شيء» ويقول: إنها خارج السياق لا معنى لها، الكلمات تكتسب معانيها ودلالتها بالدخول في السياق، وفي علاقات تركيبية. بناء على هذا تصبح (الوجود - الفكر - اللغة) مستويات الوجود: الوجود العيني والوجود الذهني (الفكر) - وهذا هو الترتيب - ثم الوجود اللغوي والتعبير. والذي يساوي (الوجود - الفكر - اللغة) في العصر الحديث .
اللغة أصبحت تعبيرا عن الفكر الذي يتم تداوله أو رومه في النفس، وكلمة روم، يروم الفكرة في نفسه ليس معناه أن الفكرة واضحة لغويا، إنما يروم الفكرة في نفسه ثم يعبر عنها. ليس أمامنا بحسب عبد القاهر سبيل إلى الفكرة في عقل المتكلم، سبيلنا إلى الفكرة في عقل المتكلم هي العبارة التي تحدث بها. قد تكون هذه العبارة ناجحة في التعبير عما كان يروم في عقله، وقد لا تكون ناجحة.
عبد القاهر أقام هذه النقلة من الحديث عن اللغة باعتبارها مجموعة من الألفاظ في معجم، إلى الحديث عن اللغة من خلال علم التركيب، علم النحو. وهو
syntax
بالمعنى المعاصر، من النحو المعياري: ما هو النحو المعياري؟ هو معرفة المرفوع والمنصوب، والمجرور والعلامة الإعرابية. هذا هو النحو المعياري، إنما النحو التركيبي عند عبد القاهر يختلف اختلافا كبيرا، يعني مثلا يرد على هؤلاء القائلين - وهذا شيء مسل جدا - أن يقولوا إن النحو في الكلام مثل الملح في الطعام؛ يعني إذا زاد الملح في الطعام لا تستسيغه النفس، وإذا قل لا تستسيغه النفس. عبد القاهر يسخر من هذه العبارة كما لو كان النحو هو زينة أو شيئا مضافا إلى الكلام. لا يقوم كلام بغير النحو، وهنا معنى النحو عند عبد القاهر هو التركيب، وهو توخي معاني النحو فيما بين الكلمات كما سنرى فيما بعد. نقلة في الفكر اللغوي هامة، وطبعا نقلة مستفيد من إنجازات المعتزلة.
جعل مرة أخرى مفهوم الصياغة؛ الكلمات المفردة كلمات متناثرة، إذا أتيح لشخص عنده ذاكرة قوية، - ونحن طبعا ثقافتنا تفخر بالذاكرة - أن يحفظ لسان العرب، لا يستطيع أن يقيم جملة عربية وهو يحفظ لسان العرب. عبد القاهر يقول إن واضع الكلام «مثل الصائغ يأخذ قطعة من الفضة، فيذيب بعضها في بعض حتى تصير قطعة واحدة»، كيف يتم ذلك؟ يتم ذلك بقوانين النحو. تصيغ المفردات؛ المفردات خارج هذا القانون لا قيمة لها «علاقات التفاعل بين المفردات تتم على مستويين، وهما علاقات التجاور وعلاقات الاستبدال».
أمر آخر يميز عبد القاهر تمييزا هاما جدا ليس فقط بين المعنى والعبارة، إنما بين الغرض وهو المعنى الغفل، وهنا فهمت عند عبد القاهر حين يقول: «يروم المعنى في نفسه»، المعنى في النفس ليس معنى واضحا وإنما هو غرض. معنى غفل فكرة غامضة، لا يتحقق فهمها إلا أن يعبر عنها في الجملة. وهنا يعيد تفسير كلمة الجاحظ - المعاني مطروحة في الطريق - يعطي مثالا للفرق بين الغرض وهو المعنى الغفل وبين المعنى، أنت تريد غرضا أن تشبه زيدا بالأسد، هذا غرض. لكن تستطيع التعبير عن هذا الغرض بجمل شتى، لا يمكن القول إن المعنى هنا هو المعنى في هذه الجملة: «زيد كالأسد»، «زيد كأنه الأسد». طبقا لعبد القاهر هاتان جملتان تعكسان معنيين مختلفين، وإن بدا لك أنهما نفس الجملة. لا يمكن إعادة إنتاج نفس المعنى إلا بأن تعيد الجملة ذاتها. «زيد أسد» هذا مستوى ثالث؛ لأنك حذفت الكاف، وحذفت كأن. «إذا لقيته لقيت الأسد» مستوى رابع. إذن هناك فرق في المعنى بين الجملة الأولى والثانية والثالثة. لها غرض واحد أي معنى غفل واحد، وهو إرادة تشبيه زيد بالأسد، لكن ليس هذا هو المعنى. المعنى يتأتى من هذه العلاقات التفاعلية بين استخدام كاف أو استخدام كأن، أو استخدام عبارة أخرى لا يوجد فيها حرف التشبيه أو التقديم والتأخير.
অজানা পৃষ্ঠা