হাকাধা তাকাল্লাম জারাদুস্ত
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
জনগুলি
وكانت الدموع تنهمر من مآقي الفتى وهو يتكلم، فتأبط زارا ذراعه وسار به على الطريق، وبعد أن قطعا مسافة منها قال زارا: لقد تفطر قلبي، إن في عينيك ما يفصح بأكثر من بيانك عما تقتحم من الأخطار. إنك لما تتحرر يا أخي، بل ما زلت تسعى إلى الحرية، وقد أصبحت في بحثك عنها مرهف الحس كالسائر في منامه.
إنك تريد الصعود مطلقا من كل قيد نحو الذرى، فقد اشتاقت روحك إلى مسارح النجوم، ولكن غرائزك السيئة نفسها تشتاق الحرية أيضا.
إن كلابك العقورة تطلب حريتها، فهي تنبح مرحة في سراديبها، على حين أن عقلك يطمح إلى تحطيم أبواب سجونك كلها، وما أراك بالطليق الحر فأنت لم تزل سجينا يتوق إلى حريته، وأمثال هذا السجين تتصف أرواحهم بالحزم غير أنها تصبح وا أسفاه مراوغة شريرة.
على من حرر عقله أن يتطهر مما تبقى فيه من عادة كبت العواطف والتلطخ بالأقذار؛ لتصبح نظراته براقة صافية. إنني لا أجهل الخطر المحدق بك؛ لذلك أستحلفك بحبي لك وأملي فيك ألا تطرح عنك ما فيك من حب ومن أمل.
إنك لم تزل تشعر بالكرامة ولم يزل الناس يرونك كريما بالرغم من كرههم لك وتوجيههم نظرات السوء إليك. فاعلم أن الناس لا يبالون بالكرماء يمرون بهم على الطريق، غير أن أهل الصلاح يهتمون بهم، فإذا ما صادفوا في سبيلهم من يتشح الكرامة دعوه رجلا صالحا؛ ليتمكنوا من القبض عليه لاستعباده.
إن الرجل الكريم يريد أن يبدع شيئا جديدا وفضيلة جديدة، على حين أن الرجل الصالح لا يحن إلا إلى الأشياء القديمة، وجل رغبته تتجه إلى الإبقاء عليها.
لا خطر على الرجل الكريم من أن ينقلب رجل صلاح، بل كل الخطر عليه في أن يصبح وقحا هداما.
لقد عرفت من الناس كراما دلت طلائعهم على أنهم سيبلغون أسمى الأماني، فما لبثوا حتى هزءوا بكل أمنية سامية، فعاشوا تسير الوقاحة أمامهم، وتموت رغباتهم قبل أن تظهر فما أعلنوا في صبيحتهم خطة إلا شهدوا فشلها في المساء.
قال هؤلاء الناس: ما الفكرة إلا شهوة كغيرها من الشهوات.
وهكذا طوت الفكرة فيهم جناحيها فتحطما، وبقيت هي تزحف زحفا وتدنس جميع ما تتصل به.
অজানা পৃষ্ঠা