হাকাধা তাকাল্লাম জারাদুস্ত
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
জনগুলি
ما كان هذا الإله إلا إنسانا، بل جزءا من شخصية إنسان؛ لأنه نشأ من ترابي ومن لهبي، إنه لشبح من هذا العالم لا من وراء هذا العالم.
شهدت ذلك، أيها الإخوة، فتفوقت على ذاتي بآلامي، وحملت ترابي إلى الجبل حيث أوقدت نارا تشع نورا فإذا بالشبح يتوارى مبتعدا عني.
فإذا ما آمنت الآن بمثل هذا الشبح، فلا يكون إيماني إلا توجعا وصغارا، ذلك ما أقوله للمأخوذين بالعالم الثاني.
ما أوجدت العوالم الأخرى في هذا العالم سوى الآلام والشعور بالعجز، ذلك ما أوجدته تلك العوالم، فأوجدت معه هذا الجنون السريع الزوال بسعادة ما ذاقها من الناس إلا أشدهم آلاما.
إن المتعب الذي يطمح إلى اجتياز أبعد مدى بطفرة واحدة بطفرة قاتلة، وقد بلغت به مسكنته وجهالته حدا لا يستطيع عنده أن يريد، إنما هو نفسه مبدع جميع الآلهة وجميع العوالم الأخرى.
صدقوني، أيها الإخوة، إن الجسد قد قطع رجاءه من الجسد، فغدا يجس بأنامله مواضع الروح المضللة، وذهب يتلمسها من وراء الحواجز القائمة على مسافة بعيدة.
صدقوني، أيها الإخوة، إن الجسد قد تملكه اليأس من الأرض فسمع صوتا يناديه من قلب الوجود، فأراد أن يخترق برأسه أطراف الحواجز، بل حاول العبور منها إلى العالم الثاني، غير أن العالم الثاني جد خفي عن الناس؛ لأنه بتخنثه وابتعاده عن كل صفة إنسانية ليس إلا سماء من العدم. إن قلب الوجود لا يخاطب الناس إذا لم يكلمهم كإنسان.
والحق إنه ليصعب علينا إثبات الوجود واستنطاقه. أجيبوا أيها الإخوة، أفما يلوح لكم أن أغرب الأمور أثبتها دليلا؟
أجل! إن هذه الذات على ما فيها من تناقض واختلال تثبت بكل جلاء وجودها فتبتدع وتعلن إرادتها لتضع المقاييس وتعين قيم الأشياء، وما تطلب هذه الذات في إخلاصها إلا الجسد حتى في حالة استغراقه في أحلامه، وتحفزه للطيران بأجنحته المحطمة.
إن هذه الذات تتدرب على الإفصاح عن رغباتها بإخلاص، وكلما ازدادت تدربا ألهمت البيان للإشادة بالجسد وبالأرض.
অজানা পৃষ্ঠা