288

হাকাধা তাকাল্লাম জারাদুস্ত

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

জনগুলি

إن السبب في هذا كله هو أقبح العالمين؛ فهو باعث الإله ولو قال إنه هو قاتله فليس موت الإله إلا عقيدة لا ترتكز على شيء.

فقال زارا: وأنت أيها الساحر القديم المراوغ ماذا فعلت؟ من سيؤمن بك بعد الآن في أزمنة الحرية هذه إذا كنت تؤمن بمثل هذه الحماريات الإلهية.

لقد أتيت حماقة فكيف أقدمت عليها وأنت على ما تعلم من المهارة والاحتيال؟!

فأجاب الساحر: لقد أصبت فما أتيت إلا حماقة، ولقد كلفتني جهدا كبيرا.

فقال زارا: وأنت يا ضمير العقل، تفكر وضع إصبعك في أنفك، أفما يبكتك ضميرك على ما فعلت، أفما تدنس فكرك من هذه العبادة ومن هذا البخور المتصاعد؟!

فوضع ضمير العقل إصبعه في أنفه وأجاب: إن في هذا المشهد شيئا يرتاح له ضميري، وقد لا يكون لي الحق بأن أعبد الله غير أنني أرى أن إلها على هذه الشاكلة يستحق الإيمان.

يجب أن يكون الإله خالدا بحسب ما شهد به الأتقياء، فمن كان له مثل هذا الزمان الطويل له أن يمنح نفسه خير الأزمان، وأن يعيش على مهل وبالسخافة التي تحلو له، فيبلغ الهدف الذي يريد ومن له الفكر المتجاوز حده يميل إلى السخافات وإلى الجنون.

أفلا ترى يا زارا أنك معرض بإفراط حكمتك إلى أن تصير حمارا.

أفلا يتجه الحكيم إلى السبل المتعرجة، وهلا تجد في نفسك ما يثبت هذه الحقيقة؟

ونظر زارا إلى أقبح العالمين فإذا به لم يزل منطرحا على الأرض وهو يقدم للحمار خمرا ليشرب، فقال له: ماذا أنت فاعل؟ لقد تبدلت يا هذا فعينك تشع نورا، وقد اتشح قبحك برد الجلال. أصحيح ما يقوله رفاقك؟ أأنت بعثته من الموت؟ وما الذي أهاب بك إلى إحيائه؟ فهل كنت على خطأ عندما قتلته وألحقته بغابر الزمان؟

অজানা পৃষ্ঠা