ملحق من المؤلف لكتاب الحج والعمرة للطبعة الأولى والثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى.
اعلم أيها الأخ الكريم، المتفهم الواعي، أنه لما يسر الله تعالى هذا الكتاب العظيم، ويسر دخوله الحرمين الشريفين بفضل العناية المشكورة، والجهود المبرورة، غم كثيرا من أهل الحقد والحسد والحرص على أن لا يكون لأهل بيت رسول الله ذكر، ولا لأسمائهم رسم، فأعملوا الحيلة في طمس آثارهم، فأوعزوا إلى بعض السذج: أن هذا كتاب كبير يشق حمله وفهمه على الكثير من الحجيج، وأن الأولى اختصاره بتجريده عن الخلافات، ويكفي ذكر المناسك ليسهل حمله على الصغير والكبير.
ولحسن مقاصد بعض الإخوان والأولاد الكرام، الذين لم يفقهوا غوايل أولئك المحرفين، كما قال القائل:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوا
فصادف قلبا فارعا فتمكنا
وقد علم الله وهو العليم، أني أحرص على بقاء هذا الكتاب على صفته، لأجل نشر علوم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأوليائهم الأبرار رضي الله عنهم.
وقد أخذ الكثير من مؤلفاتي، وانتهبوها انتهابا، فلم أنكر عليهم ذلك، وقلت لهم سلام!!
ويدل هذا على من له معرفة، أنهم قد بذلوا أن يذكروا اختياراتي في هذا الكتاب وحدها، فمنعت من ذلك أشد المنع والمعامل الله سبحانه.
فإن قيل: أنه لم يزل العلماء يختصرون كتب بعضهم الآخر بلا نكير.
قيل له: لا سواء، لأنهم لا يحرصون على إلغاء أقوال الأئمة الأطهار، وإني أعلم أنه لا يتم المنع لما ذكرت، ولكن لا أريد أن يكون ذلك على يد بعض أبنائنا المخلصين، والله من وراء القصد، وهو العليم الخبير.
পৃষ্ঠা ২