ومن ذلك أيضًا: أن بعض الحجاج ينصرفون من عرفة قبل غروب الشمس وهذا خلاف سُنَّة النبي صلي الله عليه وسلم حيث وقف إلى أن غبت الشمس وغاب قرصها ولأن الانصراف من عرفة قبل الغروب عمل أهل الجاهلية١.
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:"ولا يجوز الانصراف -من عرفة- قبل الغروب لأن النبي صلي الله عليه وسلم وقف حتى غربت الشمس وقال:"خذوا عني مناسِكَكُم" ٢.
ومن ذلك أيضًا: أنَّ بعض الحجاج يستقبلون الجبل -جبل عرفة- عند الدعاء ولو كانت القبلة خلف ظهورهم أو على أيمانهم أو شمائلهم. وهذا خلاف السُنَّة استقبال القبلة كما فعل النبي صلي الله عليه وسلم٣.
يعتقد بعض الحجاج أنَّه لابد في الوقوف بعرفة من رؤية جبل الرحمة أو الذهاب إليه والصعود عليه فيكلفون أنفسهم عنتًا ومشقة شديدة ويتعرضون لأخطار عظيمة من أجل الحصول على ذلك، وهذا كله غير مطلوب منهم: وإنما المطلوب حصولهم في عرفة في أي مكان منها لقوله صلي الله عليه وسلم:"وعرفة كلها موقف ورفعوا عن بطن عرنة" سواء رأوا الجبل
_________
١ منسك ابن عثيمين ص ٣٦.
٢ التحقيق والإيضاح ص ٤١، والحديث أخرجه مسلم.
٣ منسك ابن عثيمين ص٣٦-٣٧.
1 / 123