أنني أنقذ للبشرية عبقريا يتحف الأدب الخالد بمثل «حفنة ريح» ... فيا للنبوغ الموهوب يقترن بكياسة الصناعة التمثيلية! ويا للرائعة لم يجد بمثلها الأولون ولا المعاصرون من زمن «فاجعة الإغريق» إلى يومنا هذا في صخب «برودواي» ولغبه ... ويقيني أن صلابة الخلق فيك لن تلين فتستمر في الإباء بأن تبيع أدبك - على وفرة ما عرضوه عليك - إلى معمل السخافة والتبذل الذي يسمونه «هليوود».
سلمت يا موليير لبنان، وشكسبير العرب.
لمحة تاريخية
يقول المتهجمون الذين يريدون التنقص من الأدب العربي القديم: إن العرب لم يعرفوا الدرامة.
ونحن لسنا نحاول في هذه الكلمة المقتضبة التبسط في تكذيب هذا المفترى، غير أننا نريد أن نثبت أن الدرامة ذات الفصل الواحد هي من مخترعات العرب الأقدمين، وكانوا يطلقون عليها اسم «مثال» للمغزى الذي يجب أن تؤديه، جاء في «الحواشة السخفولية»:
1
كان للبساطرة - وهم فخذ من قبيلة ثعلة - عادة كلما اكتمل القمر، أن يمثلوا رواية في فصل واحد، فينتحون هضبة يجعلونها مسرحا، ويحجبونها عن القوم
2
بستار، يعلق جانباه على رأسي بعيرين واقفين، بينهما عشر فشخات وأربعة أشبار، فإذا احتشد القوم صاح الحقريف
3
অজানা পৃষ্ঠা