হাফলাত তাকরিম
حفلة تكريم: تمثيلية إذاعية لمناسبة عيد الشجرة
জনগুলি
سيدي المحافظ، سيداتي، آنساتي، سادتي:
أهلا وسهلا بكم، وكل أيامكم أعياد إن شاء الله. سادتي، قد تستغربون إقامة مثل هذا المهرجان، صارت حفلات التكريم تقام لهذا وذاك، فاقترح كبيرنا العم بو فهد - تصفيق - أن نقيم حفلة تكريم لهذه الشجرة العتيقة، شجرتنا ضاع حقها! أما لها أربعماية سنة واقفة على فرد رجل حارسة الضيعة - ضحك وتصفيق - فكم صاعقة تلقتها برأسها وردتها عنا؟!
في الحر نقيل تحتها، وفي الشتاء نتدفأ على ما يتساقط من حطبها ويكون بلوطها نقلنا، فلا يستخف بعقولنا أحد إذا عاملنا شجرتنا معاملة أعاظم الرجال، فهي ملعبهم في الصغر ومدرستهم في الكبر، لا أفيض في هذا الموضوع بل أتركه لحضرات الخطباء. الكلمة الآن لحضرة الأديب والمؤرخ الشهير، والعالم العلامة، والبحر الفهامة، الدكتور الملسان، رب القلم والبيان، الأستاذ: جميل العبروني، وموضوعه: «الشجرة في التاريخ العالمي».
أحد الشباب :
بو (ثم تصفيق. يظهر الخطيب على المنبر فيزداد التصفيق، ويقرع العريف الجرس ويصيح شاب) : اسمعوا يا هو.
الخطيب :
سيداتي سادتي: قد يضحك الناس إذا سمعوا أن فيلسوفا مثلي يتكلم في حفلة تكريم شجرة كهذه نخرها السوس، وأكلت الأيام عرقها المتين، ولكن متى علم الجميع أن الإنسانية عبدت الشجرة زمنا طويلا أدركوا السر. نعم، كانوا يعبدونها ويهدون إليها المأكولات والمشروبات، ويقدمون لها الضحايا والقرابين، ويلتجئون إليها في المصائب والشدائد، كانوا إذا استعصى عليهم مرض قصدوها متضرعين طالبين منها الشفاء، ولكن المسيحية والإسلام قاوما كثيرا هذه العبادة، فقطعوا كثيرا من الأشجار المعبودة. وإذا نظرنا تاريخيا - ولي حق أن أتكلم تاريخيا؛ لأن عريف الحفلة عرفني بالمؤرخ الشهير - رأينا أن السنديانة التي نحتفل بتكريمها الآن إنما عبدت لأن الدبق الذي نبت عليها قبل العصر الحديدي حمل الأقدمين على تقديسها وتأليهها، وبعد السنديانة عبدت شجرة التين الهندي المقدس. سادتي، ربما كان تولد عبادة الأشجار من عبادة النار الكامنة في الحطب، وإذا كانت النار - كما يعتقدون - مقدسة، فثمارها هي غذاء الإنسان النافع، ومن هنا جاء تحريم أكل التفاح الشهي على جدنا آدم وستنا حواء، ولكنهما أكلا وعصيا.
وهناك يا سيداتي شجرة مقدسة اسمها سكروبيا في أميركا الجنوبية، قدسوها لأنها تولد حشرات تتغلب على النمل وتفنيه، والنمل عدو مؤذ للنبات، والغريب في هذه الشجرة أنها تولد أيضا حيونيات تقدمها طعاما للحشرات التي تبيد النمل جزاء لها عن دفاعها، فليت أشجار الأحراش تخلق ما يرد عنزات بو طنوس عنها (ضحك وتصفيق) .
واسمحوا لي أن أتحدث قليلا عن الشجرة الأولى؛ أعني شجرة الخلد. جاء في تاريخ المصريين أنهم وجدوا هذا الكلام في كتاب الأموات، الذي يعتبرونه «دليل النفوس التائهة بعد الموت»، وهو: إن الميت يحمل عصاه ويذهب في الآفاق مفتشا عن ضالته، ثم لا يلبث أن يصل إلى طرف الدنيا الحقيقية، فيجد نفسه تجاه جميزة ممتلئة من ثمار تين الجميز، وعليها امرأة نابتة من جذعها، وفي يدها إناء يتضمن ماء الحياة، فإذا رفض الميت أن يأخذ منه عجز عن إتمام سيره؛ لأن هذه الشجرة هي شجرة الخلد.
أجل يا سادة، كان قدماء الرومان والهنود والمصريون يرون أن العالم شجرة عظمى؛ الأرض جذعها، والسماء أغصانها، وثمرتها النار. واعتقد عامة اليونان بأن سنديانة زفس
অজানা পৃষ্ঠা