متى كان هذا يا مولاتي؟
الملكة :
منذ أسبوع. وقد تكرر هذا الحادث للمرة الثالثة، ولما لم أتمكن من الاهتداء إلى ذلك المنشد الفرار زاد شوقي لمعرفته! فبثثت العيون في الحديقة، عسى أن يقبضوا عليه، فأعرف من هو؟ وماذا يريد بغنائه؟ وبقطف الزهور وإهدائها إلي مع القصائد؟! ولكن لك أن تصدق أنني غير حانقة على الرجل، ولا أريد به إلا الخير، فهلا يريد ذلك المسكين أن يسمع مني عبارة الإعجاب به؟!
الكونت (بغضب شديد) :
يلوح لي أن مولاتي لا تعبأ بهذا الحادث! ولا تعنى منه بغير رخامة الصوت وجودة التوقيع. أما أنا، فالواجب والعقل يقضيان علي بالتفكير وتدبير المحافظة على الملكة من خصومها؛ فقد يكون المغني يرمي إلى غاية، لا قدر الله!
الملكة (بضيق) :
أية غاية تقصد؟!
الكونت (بخبث) :
أنا لا أعين غرضا بذاته، وإنما أقول: إن الذي يجيء بالليل ليغني قريبا من نافذة الملكة ثم يفر عند البحث عنه حقيق بمحبي الملكة والمخلصين إليها أن يفكروا في شأنه!
الملكة (بضيق أكثر) :
অজানা পৃষ্ঠা