5
إعلان قصص وروايات حافظ نجيب المنشور في آخر رواية «عضو البرلمان».
وإذا نظرنا إلى روايات القسم الثاني، وهي الروايات الطويلة المترجمة، سنجد حافظ نجيب ترجم حوالي أربع روايات، تقع كل واحدة منها في 80 صفحة، وهي: «غرام العذراء»، «الفتاة العصرية»، «قلب المرأة»، «عضو البرلمان» أو «النائب الجديد». وللأسف الشديد لم نستطع الاطلاع إلا على رواية «عضو البرلمان» أو «النائب الجديد» فقط، التي نشرتها المطبعة التجارية الكبرى.
غلاف رواية «عضو البرلمان».
ويقول حافظ نجيب في إهداء هذه الرواية: «يتمنى الوصول إلى منصب الوزارة كثيرون، ينشدونها بكل الوسائل حتى بالتضحية؛ لهذا يشك الناس في الجميع؛ لأنهم لا يميزون بينهم، فلا يعرفون من بلغ إليها عن جدارة، ومن نالها بالشطارة. للظهور أسباب كثيرة، القصور الفخمة، والجياد الموسومة، والسيارات الغالية، والثياب الأنيقة، والرياش الثمينة، والجواهر الكريمة، ثم الرتب والألقاب: الأولى تشترى كلها بالمال، أما الثانية فإنها تنال بالجدارة أو بالاحتيال. عضو البرلمان ينتخبه الناس من أصلح الناس، إذا تنزهت النفوس عن الأغراض والغايات، ورمت إلى اختيار الأصلح، لفائدة البلاد والجماعات. ولكنا نرى في كل زمان ومكان كثيرين، من ذوي الجهل بين أهل الفضل، ومن الفحول في زمرة أهل العقول. كذلك نرى في البرلمان خليطا من العقلاء النافعين، والأغنياء «المطينين»، يطلبون المقاعد كأنها على الموائد، يجمعون الأصوات بمختلف الوسائل والعمليات. فالذي يحصل على مقعد يستحقه، يغتصبه من الذي حقه أن يكون له. ومن يغتصب حق الغير بالقوة أو بالحيلة، ليحل محله في البرلمان، أولى به أن يرسل إلى الميمارستان. وليس أفضل الناس الذي يختاره الناس للبرلمان، إنما من يعرف قدر نفسه، فيترك ذلك المجلس لمن هو أصلح منه. فإلى هذا الشريف إذا وجد أهدي روايتي.»
6
ويلاحظ على هذا الإهداء، أن حافظ نجيب يتحدث فيه حديث الخبير بالأمور، وكأنه كان نائبا في يوم من الأيام، أو يتمنى أن يكون نائبا! فمن بين السطور يشعر القارئ بأن حافظ نجيب، يعطي لنفسه قدرا كبيرا، وهذا القدر لا يعلمه الناس؛ لذلك استغل حافظ هذه الرواية، كي يبث ما في نفسه من مشاعر وآمال! ومن الغريب أن هذا الأمل - بأن يكون حافظ نجيب نائبا في يوم من الأيام - من الآمال المستحيلة؛ لأن حافظ نجيب محروم قانونا حتى من إعطاء صوته في الانتخابات، فما بالنا بأمل الترشيح كعضو في البرلمان! ومما يؤكد هذا الرأي، كلمة المعرب المنشورة في الرواية، وفيها يقول حافظ نجيب: «الحمد لله الذي حرم علي أن أكون ناخبا أو منتخبا، وإلا لكنت أحد اثنين؛ ذا عقل يدفن في مقعد غيري، أو ذا مقعد دفن فيه عقل غيري، فأكون في الحالة الأولى جيفة، وفي الثانية قبرا، وأنا لا أرضى الحالين ... لقد حرمني القانون من حق الانتخاب، فأراحني من التألم لحال هؤلاء المنكوبين في عقولهم، المأبورين في مبادئهم. أراحني أيضا من البحث عمن يصلح للنيابة. وما داموا لا يجدون بينهم نائبا، بسبب الأثرة والأنانية وحب الذات والظهور، فمن حق كل عاقل أن يسأل الله أن يمن عليهم بنائبة بدلا من نائب.»
7
ورواية «عضو البرلمان» أو «النائب الجديد»، تدور أحداثها حول الشاب أدريان باريزيل، الذي نجح في انتخابات البرلمان الفرنسي، عن إحدى القرى الريفية. وعندما تم النجاح قرر السفر إلى باريس، ليباشر عمله في البرلمان، فودعته خطيبته نيزيت على محطة القطار. وفي المحطة وقبل ركوب النائب القطار، نجد ثلاثة أشقياء يدبرون خطة محكمة لخطف هذا النائب. وبدأت الخطة بأن أحدهم - وهو بابيار - ركب في مقصورة النائب، وقدم نفسه له باعتباره أحد الصحفيين. فنشأ التعارف بينهما، ووصل الأمر إلى أن هذا الشقي استطاع أن يقنع النائب بأن يسكن معه في منزله الكبير، الذي يليق بنائب في البرلمان، فوافق أدريان على ذلك.
وفي هذا المنزل، يتم خطف النائب وسجنه في قبوه، وعندما يسأل أدريان عن سبب هذا الاختطاف، يجيب عليه بيلوت زعيم الأشقياء، بأن الشبه التام بينهما جعل بيلوت يفكر في انتحال صفة أدريان في البرلمان، حتى يتحصن بهذا المنصب، ويتزوج من سيدة غنية، كي يستولي على ثروتها. وبالفعل تنجح خطة الأشقياء، وينتحل بيلوت اسم وصفة أدريان، ويذهب إلى البرلمان ويخطب فيه، ويثبت للجميع أنه النائب أدريان. وبمرور الأيام تقلق نيزيت على خطيبها، الذي أرسل لها خطابات غرامية، دون أن يتحدث عن أعماله السياسية في البرلمان، كما هي عادته معها في السابق قبل أن ينجح في الانتخابات.
অজানা পৃষ্ঠা