عجبت من البوليس كيف يرومني
وإني كالعنقاء في نظر الرائي
جنون ووهم إن رأوا صورتي التي
أغيرها إن شئت تغيير أزيائي
وفي هذين البيتين، نجد حافظ نجيب يتباهى ويتساءل متعجبا، كيف يطارده البوليس، وهو كالعنقاء التي يظن الناس أنها احترقت فماتت واندثرت، ولكنها بعد فترة تخرج من رمادها، وتبعث حية من جديد، في قوة وفتوة وشباب! لذلك فمن الصعب على البوليس أو غيره أن يرى صورته؛ لأنه يتنكر دائما، ويغير من وجهه وهيئته، في سهولة ويسر كأنه يبدل ثيابه! وهذا وإن دل، فإنما يدل على غرور وغطرسة حافظ، في تحديه للجميع بصعوبة رؤية صورته! وبسبب هذين البيتين، قام جورج طنوس بنشر صورته في الصفحات الأولى من الكتاب، ووضعها أعلى هذين البيتين، وكأنه قابل تحدي حافظ بتحد أكبر منه!
وتحت عنوان «أول عهده بالنظم»، ذكر جورج طنوس، قصيدة لحافظ، كان قد أرسلها له من سجن الحضرة بالإسكندرية، بعد اتهامه بسرقة نياشين ألكسندرا أفيرينو، فقام طنوس بذكر بعض أبياتها تفكهة للقارئ! وفي هذه الأبيات، يقول حافظ:
4
تحطمت الآمال وانصرم الحب
وما عاد يشجيني البعاد ولا القرب
وبات ضميري واهن الحول متعبا
অজানা পৃষ্ঠা