হাফাওয়াত নাদিরা

ইবন হিলাল সাবি d. 480 AH
79

হাফাওয়াত নাদিরা

الهفوات النادرة من المغفلين الملحوظين والسقطات البادرة من المغفلين المحظوظين

তদারক

صالح الأشتر

প্রকাশক

منشورات مجمع اللغة العربية بدمشق

জনগুলি

বাগ্মিতা
٣١٤ - وحكى القاضي أبو علي التنوخي قال: رأيته عدة دفعات لا أحصيها كثرة، يجلس في مجلس العمل، فإذا كثر عليه الشغل وضاق به صدره وغلبت عليه سوداؤه تركه مفكرًا، ثم أخذ الدرج الذي بين يديه وخرق منه وفلته وتخلل به وأخرج من فيه وشمه ثم رمى به حيث وقع من حجور الناس أو وجوههم أو لحاهم أو عمائمهم، فاتفق في بعض الأيام أن وقع من ذلك واحدة في لحية أحمد بن عمر الطالقاني الكاتب، فصوت من فيه كصوت البوق، فتنبه سهل بن بشر من غفلته وقال: ما هذا! وشتمه أفحش شتم، وسبه أقبح سب، فقال له: نصب سيدنا الأستاذ في لحيتي هذا المطرد فظننت أنه يريد الخروج إلى بعض الأسفار، فضربت بالبوق ليعلم ذاك فيصحبه من يريد أن يصحبه ويسير معه فضحك منه الحاضرون. ٣١٥ - وقال القاضي: كان سهل حديدًا سفيها شتامًا للغلمان، ولم يكن يصبر على خدمته أحد، وشتم يومًا بعض الفراشين، فتداخلت الفراش حمية الإسلام ودخل بقربته إلى حجرة خالية بعيدة عن الدار الكبيرة التي فيها الغلمان ليرش خيشًا فيها، وقام سهل وراءه يتبعه ويشتمه، ورأى الفراش خلو الموضع من غيرهما، فصفعه بالقربة إلى قطعها على قفاه جميعًا، ووقع سهل مغشيًا عليه، فداس بطنه ولكم جنوبه، فلما شفى نفسه منه تركه يتخبط وخرج فأخذ ما كان له في خزانة الفراشين وانصرف، وبعد ساعة ما ظهر على سهل وعرف ما جرى عليه، وطلب الفراش بأصحاب الشرط والمراكز والجوازات فلم يوقف له على خبر. وشتم يومًا فراشًا آخر فرد عليه، فنهض إليه، وعدا من بين يديه فقال له بحق محمد نبيك قف لي حتى ألحقك! فقال له: بحق عيسى ربك ارجع عني واتركني! وما زالا يعدوان حوالي البستان، وعثرا الفراش فوقعت عمامته فأخذه سهل ومازال يعضها ويخرقها ويقول: اشتفيت والله ثم رجع فجلس في مكانه. ٣١٦ - قال القاضي واجتمع النصارى بجنديسابور إلى مطرانهم وشكوا ما يجري من سهل عليهم من السب والشتم والقذف والصفع، وأنهم لا يأمنون نفرة من المسلمين عليهم لأجله، وفتكة منهم بهم بسببه، فقال لهم أن أكفيكم ذاك في يوم الأحد عند حضوره في البيعة، وفعل المطران ذاك، واستقصى الخطاب له فيه، فقال له: أنت يا أبونا أحمق، إنما أخاطب الناس بما أخاطبهم به عن القائد لا عني، فإن لساني مستعار عنه، ومستأجر لهذا وغيره! فلعنه المطران، وانصرف سهل، وأراد أن يشتم رجلًا فقال له: اسمع يا هذا قد وعظني المطران، وأنا رجل مستأجر مع هذا القائد، ولابد لي من أن أمتثل أمره وأؤدي عنه ما يقوله. وقد قال لك: يا زوج كذا وابن كذا ويا أخو كذا! وشتمه وسبه لم فعلت كذا وذكر له ما أراد موافقته عليه وبقي يقول ذلك مدة، ثم قال: هذا طويل، حر أم المطران، ورجع إلى ما كان عليه أولًا. ٣١٧ - وقال القاضي كنت عنده يومًا ونحن خاليان، فجاء الدواتي بكتاب فقرأه وطواه، وكتب عليه: "لأبي فلان فلان بن فلان من .. " ووقف ثم قال لي: ممن؟ فقلت: إما منك أو من الأمير! فقال: صدقت صدقت! وكتب. ٣١٨ - قال القاضي: وحدثني عبيد الله بن محمد الصرومي الشاعر، وكان منقطعًا إلى سهل فقال: رأيته يومًا وقد سقط غراب على حائط صحن داره، فنعب فتطير من صياحه، وأمر بصفع البواب لما مكن الغراب من دخول الدار. ٣١٩ - كان خالد بن صفوان يدخل على بلال بن أبي بردة يحدثه فيلحن، فلما كثر ذاك على بلال قال له: يا خالد حدثني أحاديث الخلفاء فتخلط وتلحن لحن السقاءان فصار خالد بعد ذلك يأتي المسجد ويتعلم الإعراب. وكف بصره فكان إذا مر به موكب بلال يقول: ما هذا؟ فيقال: الأمير، فيقول خالد: سحابةُ صيفٍ عن قليلٍ تقشّعُ. فقيل ذلك لبلال فقال له: لا تتقشع والله حتى تصيبك منها بشؤبوب! وأمر به فضرب مائتي سوط. وكان خالد كثير الهفوات، لا يتأمل ما يقول، ولا يفكر فيما يبديه لسانه، وإنما هو قائل ما خطر بباله، ومن ذاك أن سليمان بن علي سأله عن ابنيه جعفر ومحمد فقال: كيف إحمادك جوارهما يا أبا صفوان؟ فقال مسرعًا عجلًا: أبو منذر جارٌ لها وابنُ برثنٍ ... فيا لكِ جارى ذلةٍ وصغارِ فأعرض سليمان عنه، وكان حليمًا كريمًا. وكان الحسن يقول: لسان العاقل من وراء قلبه، إذا عرض له القول نظر فيه، فإن كان له قال، وإن كان عليه أمسك، ولسان الأحمق أمام قلبه، فإذا عرض له القول قاله، له أم عليه.

1 / 79