ঈসা বিন হিশামের কথোপকথন

মুহাম্মদ আল-মুয়াইলিহি d. 1349 AH
73

ঈসা বিন হিশামের কথোপকথন

حديث عيسى بن هشام

জনগুলি

الوقف

قال عيسى بن هشام: وظللت أنا والباشا نواصل الطواف بالطواف للوقوف على تلك الأوقاف، ونسائل العابر وابن السبيل، عن المسجد «والسبيل»، ولا سؤال المجدب عن الروض، والظمآن عن الحوض، فلم نجد من يرشد، إلى ما ننشد، وأخذ الباشا يتذكر الطرق وأماكنها والأزقة ومساكنها، ويقول: كان هنا وكان هنا، وجل ما يقضي به إلهنا، وما زال يقاصر في خطواته، ويطاول من آهاته، ويبكي لرسوم الأطلال والديار، بكاء صاحب عزة

1

أو صاحب نوار.

2

فاسألنها واجعل بكاك جوابا

تجد الدمع سائلا ومجيبا

حتى وصلنا بعد طول التجوال والتجواب، وترداد المجيء والذهاب، إلى منعطف مضيق، في منتهى الطريق، فوقف الباشا هناك قبالة دور مهدمة، وجدران محطمة، ومسجد في ناصية منه حانوت خمار، وفي زاوية منه دكان عطار، وبجانبهما حوانيت متباينة الأوصاف، مختلفة الأصناف، فطفق الباشا يصعد نظره فيها ويصوبه، ويخطئ حدسه تارة ويصوبه، فهداه طول النظر والتدقيق، وشدة الإمعان والتحقيق، أن رأى شيخا فانيا متربعا في دكانه، متحيزا بمكانه، عليه علامات الانحلال والسقوط، وشارات الخذلان والقنوط، وسيما الرضاء بالمقسوم، والتسليم للقضاء المحتوم، له جبهة كأنها من ورق البردي العتيق، تتلو فيها ما دونه الدهر من آيات الشدة والضيق، فخرج الباشا في الحال من حال المتحير المتردد، إلى حال الواثق المتأكد، فنادى صاحب الدكان عن بعد، نداء السيد للعبد، فانتفض الرجل انتفاضا عجيبا، وقصده ملبيا ومجيبا، فما شككت من هيبة النداء وأدب التلبية إلا أن ملكا ينادي أحد الحاشية، ووقف الرجل أمامنا وقفة الممتثل الخاضع، والمطيع الخاشع، فقال له الباشا، بعد أن حدد فيه نظره، واستجمع فكره:

الباشا :

ألست أنت أحمد أغا الركبدار المعدود من أهل حاشيتي، ألا تعرفني من أنا؟

অজানা পৃষ্ঠা