168

ঈসা বিন হিশামের কথোপকথন

حديث عيسى بن هشام

জনগুলি

فلم ينكر ذلك عليهن أيضا، وهذا عمر بن الخطاب، على المعروف من غلظته وشدته في الدين، قد سمع الغناء فلم ينكره ولم يكرهه بل استعاد ومزح، روي عن أسلم مولاه قال: مر بي عمر - رضي الله عنه - وأنا وعاصم نغني فوقف وقال: أعيدا علي. فأعدنا عليه وقلنا: أينا أحسن صنعة يا أمير المؤمنين؟ فقال: مثلكما كحماري العبادي قيل له: أي حماريك شر؟ قال: هذا ثم هذا، فقلت له: أنا الأول من الحمارين؟ قال: أنت الثاني منهما، وكان عبد الله بن جعفر على قرابته من رسول الله وصحبته له كثير الجلوس لسماع الغناء عظيم الاحتفال به.

وروي أن معاوية قال لعمرو بن العاص: امض بنا إلى هذا الذي قد تشاغل باللهو وسعى في هدم مروءته حتى نعيب عليه فعله؛ يريد عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فدخلا إليه وعنده من المغنين «سائب خائر» وهو يلقي الغناء على جوار لعبد الله، فأمر عبد الله بتحية الجواري لدخول معاوية، وثبت سائب مكانه وتنحى عبد الله عن سريره لمعاوية، فرفع معاوية عمرا فأجلسه إلى جانبه، ثم قال لعبد الله: أعد ما كنت فيه، فأمر بالكراسي فألقيت، وأخرج الجواري فتغنى سائب بقول قيس بن الخطيم:

ديار التي كادت ونحن على منى

تحل بنا لولا نجاء الركائب

ومثلك قد أصبيت ليست بكنة

ولا جارة ولا حليلة صاحب

وردده الجواري عليه فحرك معاوية يديه وتحرك في مجلسه، ثم مد رجليه فجعل يضرب بهما وجه السرير، فقال له عمرو: اتئد يا أمير المؤمنين فإن الذي جئت لتلحاه أحسن منك حالا وأقل حركة، فقال معاوية: اسكت لا أبا لك فإن كل كريم طروب.

ودخل المغنون منزل سكينة بنت الحسين سبط رسول الله، فأذنت للناس إذنا عاما، فغصت الدار بهم وصعدوا فوق السطح، وأمرت لهم بالأطعمة فأكلوا منها، ثم إنهم سألوا «حنينا» أن يغنيهم صوته الذي أوله:

هلا بكيت على الشباب الذاهب

فقال لهم: «ابدؤوا أنتم ، فقالوا: ما كنا لنتقدمك ولا نغني قبلك حتى نسمع هذا الصوت، فغناهم إياه، وكان من أحسن الناس صوتا فازدحم الناس على السطح وكثروا ليسمعوه، فسقط الرواق على من تحته فسلموا جميعا وأخرجوا أصحاء، ومات حنين تحت الهدم، فقالت سكينة عليها السلام: لقد كدر علينا حنين سرورنا.»

অজানা পৃষ্ঠা