[من حديث أبي طاهر ابن أبي الصقر الأنباري]
(ق10أ) أخبرنا الشيخ أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري ببغداد، قلت له:
1 - أخبركم أبو عبد الله الحسين بن برهان بن عبد الله المقرىء الأنباري بالفسطاط، حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عراك، قال: كان أبو الحسن علي بن محمد بن محمد السيرواني عندي جالسا بين التوابيت في شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة، إذ أقبل رجل يبكي ويصيح، فسألناه عن قصته، فقال: اشتريت رداءا، اشتريته بدينارين ونصف، واستلقيت ثلاثة دنانير أنفقتها على صبياني في العيد، وربطها في طرف الرداء، وتركته على الحنية، فلما فرغت من غسل رجلي وجدت الرداء قد سرق، وأعظم علي الدين، وعيد مقبل علي، وجعل يبكي ويلتطم، فالتفت إلي الشيخ السيرواني، وكان جالسا على شمالي، فقال لي: يا أبا حفص، تعرف هذا الرجل، فقلت: نعم. فقال: وهو مستور؟ فقلت: نعم، فقال له: اجلس يا رجل، الرداء يحبك إن سألتك، فقلت يا رجل، اجلس، فجلس بحذائنا مستقبل القبلة، فاجتمع الشيخ، ودعى بدعاء عالم أسمعه، ثم جلس قليلا، إذ أقبل رجل من طرف التوابيت، ووقف عند مصحف أسماء، وصاح أيها الرجل الذي تلف له رداؤه، فقال له رجل: هو ذا، هو، فناوله الرجل (ق10ب) الرداء، فأخذه، وجاء إلينا، وجلس، فحل عقدة في طرف الرداء، فإذا فيها ثلاثة دنانير كما قال، ومضى الرجل، فقلت للشيخ، قد رأيتك دعوت، فبماذا دعوت، قال: دعوت بسم الله الأعظم، علمنيه استاذي إبراهيم الخواص، فقلت: علمني إياه، فتأبى قليلا، ثم قال لي: افعل وكرامة، فقال: قل: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام، الحي القيوم لا إله إلا أنت، أحرزت نفسي بالحي الذي لا يموت، وألجأت ظهري للحي القيوم، لا إله إلا الله، نعم القادر الله، سبحانك إني كنت من الظالمين، وأفوض أمري إلى الله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال أبو حفص: وعلمني الشيخ أيضا هذا الدعاء الآخر: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكفني بكنفك الذي لا يرام، وسلطانك الذي لا يضام، وارحمني بقدرتك علي، لا أهلك وأنت الرجاء، والحمد لله رب العالمين.
পৃষ্ঠা ১