এটাই সবকিছু: ব্রেশ্ট থেকে কবিতা
هذا هو كل شيء: قصائد من برشت
জনগুলি
4
وبينما كان هتلر يستعد لغزو روسيا، كان برشت يستعد للرحيل من جديد، ويسعى للحصول على جواز سفر إلى أمريكا، ويعمل في مسرحيته التي استمد موضوعها من مغامرات أبطال العصابات في شيكاغو، وصور بها استيلاء هتلر وأعوانه على السلطة، ونعني بها مسرحية «صعود أرتورو أوي الذي يمكن أن يوقف» التي أتمها في أسابيع معدودة.
وفي الثالث عشر من شهر مايو عام 1941م غادر برشت فنلندا ورحل إلى فلاديفوستوك عن طريق موسكو. وفي الحادي عشر من شهر يونيو استقل سفينة سويدية إلى أمريكا، حيث أقام هناك في سانتا مونيكا، إحدى ضواحي لوس أنجليوس، في بيت قديم استطاع أن يشتريه لنفسه، ليعيش فيه ما يقرب من ست سنوات. وتجمع كثيرون من أصدقائه الألمان المهاجرين حوله وتعرف على عدد من الشخصيات المشهورة في عالم الفن منهم شارلي شابلن وتشارلز لوتون وألدوس هكسلي وأودن والناقد المسرحي إريك بنتلي الذي أصبح من أكبر المتحمسين له والمترجمين عنه في اللغة الإنجليزية.
وراح برشت يعمل في مسرحيته «رؤى سيمون ماكار» وهي قصة فتاة فرنسية صغيرة، تتشابك فيها أحداث انهيار فرنسا في صيف عام 1940م مع مصير جان دارك وكفاحها ضد الإنجليز، ومسرحيته «الجندي شفيك في الحرب العالمية الثانية» التي استلهم موضوعها عن رواية للكاتب التشيكي هاشك.
أغلقت المسارح الأمريكية أبوابها في وجه برشت، وكان عليه أن ينتظر أربعة أعوام حتى تمثل بعض المشاهد من مسرحيته «رعب الرايخ الثالث وتعاسته» من ترجمة إريك بنتلي في سان فرانسسكو ونيويورك، وإن بقي حظها من النجاح ضئيلا. ولم يستطع أن ينفذ شيئا من مشروعاته اللهم إلا الفيلم الذي كتبه وأخرجه فرنس لانج بعنوان «الجلادون يموتون» وهو يصور جرائم هيدرش
5
الدموية في تشيكوسلوفاكيا ومصرعه على يد رجال المقاومة السرية، كما راح يعيد كتابة مسرحية «جاليليو» (بالتعاون مع الممثل الشهير تشارلز لوتون الذي قام بالدور الرئيسي فيها عام 1947م، متأثرا بالانفجار الذري في هيروشيما الذي هز كيانه هزة عميقة) ويتم آخر مسرحياته الكبرى التي استمد موضوعها من مسرحية صينية قديمة، ونعني بها «دائرة الطباشير القوقازية» وإن كان قد غير فيها تغييرا حاسما بحيث تجتاز الوصيفة التي رعت الطفل رعاية الأم، لا الأم الحقيقية، امتحان حلقة الطباشير، وبذلك يبين برشت أن الروابط الاجتماعية أقوى من روابط اللحم والدم. وتعد هذه المسرحية، التي يقدمها منشد واحد يذكرنا بدور الشاعر أو الراوية في أدبنا الشعبي، من أنجح مسرحيات برشت وأقدرها على توضيح مقصده من المسرح الملحمي (وقد ترجمها أستاذنا الدكتور عبد الرحمن بدوي إلى العربية وظهرت في سلسلة روائع المسرح العالمي التي كانت تصدر بالقاهرة)، وقد مثلت المسرحية لأول مرة باللغة الإنجليزية على أحد مسارح الطلبة في نورثفيلد (ولاية مينيسوتا في شهر مايو عام 1948م).
ترك برشت أمريكا في عام 1947م. وليس صحيحا أن اللجنة الخاصة بالنشاط المعادي لأمريكا هي التي اضطرته إلى مغادرة البلاد، فقد أبدى رغبته بالفعل في عام 1946م في العودة إلى أوروبا، ولكنه لم يحصل على تأشيرة السفر إلا في أوائل عام 1947م. ومهما يكن الأمر فقد حوكم أمام تلك اللجنة، وبرئ من تهمة العمل لصالح الشيوعيين، واستقل الطائرة في اليوم التالي لمحاكمته إلى أوروبا حيث وصل إلى سويسرا في اليوم الخامس من شهر ديسمبر عام 1947م، بعد خمسة عشر عاما قضاها في المنفى. وأقام في الدور العلوي من أحد البيوت الريفية في هرلبرج المطلة على بحيرة زيورخ وهناك أتم أهم مؤلفاته النظرية عن مسرحه الملحمي، وهو الأورجان الصغير للمسرح، كما أعاد صياغة مسرحية أنتيجونا لسوفوكليس (عن ترجمة الشاعر هولدرلين) وأبرز فيها الجانب الاجتماعي والسياسي من الأحداث المعاصرة له بصورة واضحة. وفي أكتوبر عام 1948م غادر سويسرا إلى برلين الشرقية، وما زال الرأي القائل بأنه كان ينوي الاتجاه إلى ألمانيا الغربية فمنعته سلطات الاحتلال في حاجة إلى التأييد.
وصل برشت إلى برلين في الثاني والعشرين من أكتوبر عام 1948م واستقر فيها حتى وفاته في أغسطس 1956م. وكان أول أعماله هو إخراج مسرحية الأم شجاعة على المسرح الألماني، وقامت فيها زوجته هيلينه فيجل بتمثيل الدور الرئيسي. وفي شهر سبتمبر أسس الفرقة المسرحية المشهورة ب «فرقة برلين»
6
অজানা পৃষ্ঠা