221

হাদারাত হিন্দ

حضارات الهند

জনগুলি

يبدو جنكيز خان وتيمور لنك في التاريخ كابوسين مكللين بتاجين من النار والدم، وتجد ناحية غير مدركة يعظم بها شأنهما الهائل المرهوب، وهي ما تراه فيهما من التناقض المترجح بين الوحشية والتسامح، وبين الجبروت الذي كانا يذبحان به الخلائق عند أقل مقاومة والحلم الذي كانا ينحنيان به أمام آلهة المغلوبين، وبين همجيتهما التي كانا يقيمان بها، بدم بارد، أهراما من هام

3

المقهورين وحبهم للآداب والفنون والعلوم الذي تحول به كثيرون من قومهم الأجلاف إلى أدباء وعلماء.

كان دين المغول الفطري قائما على عبادة قوى الطبيعة، شأن جميع الديانات الفطرية تقريبا، فكانوا يعبدون الشمس والأرض والخيل، ثم انتحلوا أكثر معتقدات الأمم المغلوبة بالتتابع مضيفين هذه الآلهة بعضها إلى بعض، وإذا عدوا من فاتحي الهند المسلمين فلأنهم كانوا حين دخلوها متصلين، منذ زمن طويل، بأمم مسلمة كالفرس والأفغان والترك، ولأنهم كانوا مشبعين من حضارة العرب المهيمنة على غرب آسيا.

ومن الحظ الحسن أن لقي تسامحهم الكبير تسامح الهندوس فبذلت جهود في أيام دولتهم لدى الغالبين والمغلوبين لصهر مختلف المعتقدات بعضها في بعض، وإخراج ديانة واحدة منها ، فهذا ما سعى إليه مؤسس مذهب السك المصلح نانك، وهذا ما سعى إليه الملك أكبر وآخرون، فعلى ما حبطت به تلك الجهود فلم يتفق للهند دين واحد ظل بعض أديان الهند يمارس بجانب بعض من غير تنازع.

وسنرى، حين البحث في أديان الهند الحديثة، ما هو أمر الإسلام فيها وما هي التطورات التي اتفقت له، وهو دين التوحيد؛ ليلائم روح الإشراك في الشعوب التي اعتنقته، والآن نقتصر على البحث في المؤثرات العرقية التي نجمت عن المغازي الإسلامية.

من الشطط أن يقال إن تلك الغزوات أسفرت عن ظهور عرق جديد، فكان الغزاة من القلة ما لا يتعذر معه أن يصهروا في جموع الأمم المغلوبة، والغزاة أولئك كانوا مولدين مع ذلك.

ولم يلبث المغول، المتصفون بروح التسامح والتوفيق، أن أرادوا الاتحاد بسكان الهند الذين وجدوهم مستقرين بها، فتهافتوا على الزواج ببنات الراجبوت، فلم تعتم سحناتهم أن تغيرت تماما بعد أن تطورت بمصاهراتهم للأفغان والترك، فمن إنعام النظر في صور ملوك المغول المرسومة في المخطوطات تبدو لنا وجوههم الأكثر تناسبا واستطالة من وجوه المغول الأصليين المسطحة ذات الأنوف المتطامنة

4

والشفاه الغليظة.

অজানা পৃষ্ঠা