ومما يحدث أحيانا أن يتخلى الراجه عن قسم من أملاكه لقريب له فيصبح مولى لهذا القريب التابع، فيكون هذا القريب التابع ملزما نحو مولاه بالخدمة العسكرية، فإذا لم يمتثل أوامره أو اقترف عملا شائنا عزل وطرد وأعاد ما ملك إلى مولاه، وتهيمن هذه الطبقة الأريستوقراطية العسكرية على الزراع الذين هم من الطبقة الدنيا، فيدفعون إلى الراجبوت في أوقات معينة قسما من غلات ما يزرعون، ويسخرهم الراجبوت، فهؤلاء هم الشودرا الذين يشابهون فدادي
15
أوروبا في القرون الوسطى.
وللمرأة مكان عال وشأن مهم عند الراجبوت كما كان لأخواتها في عصر الفروسية الأوربية، ومن أجل المرأة وحدها كانت الحروب تشتعل، في الغالب، بين الملوك المتنافسين.
وما كان على المرأة التي تهضم حقوقها أو يطعن في شرفها إلا أن ترسل سوارها إلى مبارز باسل لكي يمتشق حسامه في سبيلها مسرورا.
وما أكثر ما كانت المدن تقاسي فنون الحصار دفاعا عن حسناء يطاردها عدو عاشق، فيبدي حماتها ضروب الشجاعة، وما كان العدو ليصل إلى الحسناء مهما كانت نتائج القتال، فإذا ما شعر أنصارها بحبوط الدفاع أعدوا لها موقدا، ثم صعدت فيه طائعة معهم وقتلوا أنفسهم على حين تفيض روحها بين اللهب.
وكانت المرأة الراجبوتية تتصف بالشجاعة، فقد حاربت غير مرة بجانب الأبطال من بني قومها مفضلة الموت على التسليم، ومن ذلك أن الراجبوتيات صعدن بالألوف فوق المواقد في أثناء حصاري جتور المشهورين لكيلا يسبيهن الأعداء.
وتقول راجبوتانا بمبدأ تعدد الزوجات كما تقول به بلدان الهند الأخرى، بيد أن إحدى الزوجات تكون مفضلة، فكانت تحرق نفسها فوق الموقد عند موت زوجها، ومما كان يحدث أن تماري الزوجات، أحيانا، في أيتهن كانت المفضلة طمعا في نيل شرف الاحتراق عند موته، وإذا كان الملك هو المتوفى كان من التقاليد أن يحرق جميع أزواجه أنفسهن، ولا يزال يرى بين قبور أوديبور الملكية ضريح يشتمل على رفات الملك سنغرام سنغها وزوجاته الإحدى والعشرين اللائي حرقن أنفسهن فوق موقده في سنة 1733.
وما تتمتع به المرأة الراجبوتية من الاحترام يشابه ما كان لأخواتها الأوربيات في القرون الوسطى، كما يدل عليه ما كان من تغني الشعراء الجوالين بمثل تغني زملائهم بولائم أمراء النصارى الإقطاعيين وبالألعاب الحربية ومعاني الحب وجمال الحسان وامتشاق الحسام.
شكل 4-5: إيلورا. تماثيل في معبد دومارلينا المصنوع تحت الأرض «القرن الثامن»، «يبلغ ارتفاع التمثال الكبير خمسة أمتار.»
অজানা পৃষ্ঠা