وغير ذلك يكون تقديرنا عند المقايسة بين ذينك العرقين في الأسلوب الشعري، فليس الرغ ويدا بأجمل من سفر أيوب.
ونعترف عند النظر إلى المناحي الفلسفية المدونة بصورة استثنائية في كتابي كلا العرقين بأن الشوق إلى معرفة الحقيقة والمجهول وغير المحدود وبأن مشاعر البؤس البشري وبأن وهي حطام الدنيا أظهر بيانا وأكثر نصا في التوراة مما في الويدا.
وإذا نظرت إلى الأمر من ناحية الحياة وجدت، على العموم، أن التوراة أكثر من الويدا تشاؤما، وتبدو الويدا أكثر من التوراة تفاؤلا، فالآري متفائل بطبيعته، ويسهل أن تجده راضيا بما قسم له، فإذا علمت أن الآريين أرباب الأسر يغتبطون بأبنائهم ومواشيهم ورياحهم الموسمية فلا يطلبون من السماء الصافية أكثر من هذه الأشياء صعب عليك أن تصدق أنهم أجدادنا، نحن الغربيين ذوي الحاجات التي لا تقف عند حد فيصعب قضاؤها، نحن الغربيين الذين لا نعيش إلا بين المآرب الأزلية والرغائب الأبدية.
هوامش
الفصل الثاني
حضارة العصر البرهمي
وصف للمجتمع الهندوسي قبل الميلاد بثلاثة قرون أو أربعة قرون (1) الوثائق التي يستعان بها في بعث المجتمع الهندوسي كما كان قبل الميلاد بنحو ثلاثة قرون
كان وادي السند مقرا للحضارة الآرية التي وصفناها في الفصل السابق، وكان وادي الغنج محل نشوء الحضارة البرهمية التام.
استمر فاتحو الهند على زحفهم إلى الشرق في الدور الذي دام نحو ألف سنة ففصل بين دوري هذه الحضارة البارزين، فأضحوا سادة جميع الهندوستان ، أي جميع القطر الواقع بين بحر عمان وخليج البنغال، وبين جبال همالية وجبال وندهيا، وخضع سكان هذا القطر الواسع الغني القدماء لقاهريهم نهائيا، وكفوا عن مقاتلتهم راضين بنيرهم مختلطين بهم، ورأى الآريون أن يجتنبوا هذا الاختلاط الذي بدا في الصميم فصار يؤدي إلى انصهار بعض العروق في بعض بعد أن كان سطحيا، فوضعوا، وضع المتم، نظام الطوائف الذي ذكرنا ظهوره الأول في العصر الويدي.
بلغت الحضارة البرهمية ذروتها قبل الميلاد بثلاثة قرون أو أربعة قرون، ففي ذلك الزمن، لا ريب، ألفت مجموعة شرائع منو «مانوا، دهرما، شاسترا» التي صارت دستور الهند المدني والسياسي.
অজানা পৃষ্ঠা