وزار الهند، قبل سياح العرب، حجاج من الصينيين البدهيين، وما رواه هيوين سانغ عن الهند في القرن السابع من الميلاد فأهم ما انتهى إلينا عن الهند في ذلك الدور.
وأول من وفق من الأوربيين لدخول الهند رجلان من البندقية، أحدهما: ماركو بولو الذي زارها في القرن الثالث عشر من الميلاد، والآخر، وهو من أبناء بلده، زارها في القرن الخامس عشر من الميلاد بعد أن نزل من الفرات والخليج الفارسي فوصل إلى كمبي «كهمبات».
وحركت عجائب الهند الخرافية عوامل الطمع في الشعوب الأوربية في القرون الوسطى، فصار كل واحد منها يبحث عن طريق للوصول إليها غير الطريق التي منعهم المسلمون منها، وليس بمجهول أن كريستوف كولونب وجد أمريكا في طريقه إلى الهند، فاعتقد، حين وطئ جزر الأنتيل أنه نزل إلى الجزر القريبة من شواطئ الهند، فمات هذا الملاح الكبير قبل أن يعرف خطأه.
والبرتغاليون هم الذين وجدوا الطريق المنشودة فكان لاكتشافها أهم النتائج، ففي سنة 1498 جاوز فاسكودوغاما رأس أفريقيا الجنوبي متوجها إلى الهند فبلغ كاليكت الواقعة على شاطئ ملبار من جنوب الهند.
والبرتغاليون، حين وفقوا لهذا الاكتشاف الكبير، وصلوا أوروبا بالهند رأسا فقضوا بذلك على تجارة مصر التي ظلت مستودع السلع الهندية عدة قرون، ولم تنقطع علاقات أوروبا بالهند منذ ذلك الحين فانقض كل أفاق أوربي عليها بغية استغلالها، ومنذ أوائل هذا القرن فقط كشف أمر اللغة السنسكرتية، وتوالت البعثات العلمية على الهند بانتظام فكشف عن الهند ذلك الغطاء الذي كان يحجبها عن أوروبا فكانت تعد مكانا لكل عجيب. (2) إقامة الأوربيين الأولى بالهند
وصل فاسكودوغاما إلى سواحل الهند حيث يقيم زعيم صغير اسمه زامورن الكاليكتي، فاستولى ألبوكرك على غوءا فاتخذها عاصمة منطقة الهند البرتغالية، ولم يفتأ البرتغاليون يبسطون سلطانهم فدان لهم قسم كبير من الساحل الغربي الممتد من ملبار إلى جزيرة كاتهياوار.
والبرتغاليون، وإن عرفوا أن يفتحوا، جهلوا المحافظة على ما فتحوا، فلم يلبثوا أن تواروا أمام أوربيين آخرين حينما أتوهم لينافسوا.
والهولنديون أول من بدءوا بمنافستهم، فكانت حملتهم الأولى في سنة 1596، فلم ينقض نصف قرن حتى طردوهم، والهولنديون لو لم يزحزحهم الإنجليز عن مكانهم؛ لأقاموا في الهند إمبراطورية عظيمة، ولكن موارد هولندا إذ كانت ضعيفة في أوروبا لم تقدر هولندا على مقاتلتهم باستمرار فتخلت عن مكانها لهم.
وفي سنة 1600، أي في عهد الملكة إليزابث، ألفت أول شركة إنجليزية للتجارة في الهند فبدت وضيعة في أوائل الأمر، وبدا وكلاؤها الذين بعثوا إلى بلاط المغول خضعا، وفي سنة 1608، حين ظهر هوكينز الإنجليزي سفيرا لملك إنجلترا جيمس الأول ولشركة الهند الإنجليزية لدى بلاط الملك جهانكير المغولي قال له وزراء هذا الملك إن ملك إنجلترا ليس غير سيد جزيرة صغيرة يسكنها صيادون بائسون، فلما مضت سنتان ونصف على إقامته هنالك من غير أن يظفر بطائل عند الملك المغولي ضرع إليه أن يعطيه كتابا إلى مولاه فقال له الوزير الأول: إن مما لا يناسب قدر ملك مغولي أن يكتب إلى أمير صغير كملك إنجلترا.
بيد أن تلك الشركة الإنجليزية لم تقنط، فنالت، بالدسائس، براءة من الملك المغولي سمح لها فيها بأن تتاجر في سورت، فاتسعت دائرة أعمالها بالتدريج فكان لها في أقل من ستين سنة فروعا في كل مكان تقريبا، فاشترت في سنة 1661 مدينة بمبي من البرتغال، ثم استقرت في سنة 1677 بمدراس، ثم عينت في سنة 1681 قائدا لكتائب بالهند، ثم أرادت في سنة 1686 أن تقاتل كتائب الملك المغولي بالبنغال فهزمت.
অজানা পৃষ্ঠা