আন্দালুসে আরব সভ্যতা
حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
জনগুলি
ومدائن أخرى كثيرة،
96
وكلها على ساحل البحر - كما أسلفنا - عدا مدينة رغوص، فإن بينها وبين البحر نحوا من اثني عشر ميلا - أما مدينة قصريانة، فهي في وسط الجزيرة على سن جبل، وهي مدينة أزلية قديمة، وقد كان فيها سرير ملك الروم، نقل إليها - كما أسلفنا - بعد أن ملك المسلمون مدينة سرقوسة لحصانتها، وقد فتح المسلمون هذه المدينة يوم الخميس منتصف شوال سنة أربع وأربعين ومائتين، الموافق سلخ يناير الرومي سنة تسع وخمسين وثمانمائة. ولما فتحها العباس الأغلبي بنى فيها في الحال مسجدا، ونصب فيه منبرا، وخطب فيه يوم الجمعة، وذل الروم بصقلية يومئذ ذلا عظيما.
وبعد، فهذا الذي ذكرنا من بلدان هذه الجزيرة إنما هو غيض من فيض، ونحن إذا حاولنا ذكر سائر المدن والقرى والقلاع المعروفة في هذه الجزيرة لاحتجنا إلى أسفار كثيرة، وفي هذا القدر غناء.
وقد رأينا من تمام الفائدة أن نصور للناظر في هذه الرسالة جزيرة صقلية وبعض بلدانها المشهورة، وبلاد قلورية، ومدينة ريو، وجزائر أقريطش، وسردينية، وقرشقة، وميورقة، ومنورقة، ويابسة، ومدينتي الإسكندرية والمرية، وبالجملة كل ما جاء له ذكر في هذه الرسالة.
وقد آن لنا أن نرجع إلى ما نحن بصدده.
مدينة مسيني
أما مدينة مسيني فهي في ركن من الجزيرة بشرقيها،
97
مستندة إلى جبال قد انتظمت حضيضها وخنادقها، والبحر يعترض أمامها في الجهة الجنوبية منها، ومرساها أعجب مراسي البلاد البحرية، كما أسلفنا؛ لأن المراكب الكبار تدنو فيه من البر حتى تكاد تمسكه، ولا يحتاج إلى زواريق في وسقها، ولا في تفريغها، إلا ما كان مرسيا على البعد منها يسيرا، فتراها مصطفة مع البر كاصطفاف الجياد في مرابطها وإصطبلاتها؛ وذلك لإفراط العمق فيها.
অজানা পৃষ্ঠা