فمسخت فجعلت كما ترون، فلما أمسيا تكلما بالكلمة فلما يعرجا فبعث إليهما: إن شئتما فعذاب الآخرة، وإن شئتما فعذاب الدنيا فقال أحدهما لصاحبه: بل نختار عذاب الدنيا.
وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده، وعبد بن حميد في تفسيره، وابن أبى الدنيا في كتاب العقوبات، وابن جرير، وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم في المستدرك وصححه عن علي بن أبى طالب قال: إن هذه الزهرة تسميها العرب الزهرة، والعجم أناهيد، وكان الملكان يحكمان بين الناس، فأتتهما فرأياها فقالت لهما الزهرة: ألا تخبرانى بما تصعدان به إلى السماء وبما تهبطان به إلى الأرض فقالا: باسم الله الأعظم، قالت: ما أنا بمواتيتكما حتى تعلمانيه فقال أحدهما لصاحبه: علمها إياه فقال: كيف بنا بشدة عذاب الله؟ قال الآخر: إنا نرجو سعة الله، فعلمها إياه فتكلمت به، فطارت إلى السماء، ففزع ملك فى السماء لصعودهما فطأطأ رأسه فلم يجلس بعد ومسخها الله فكانت كوكبا.
وأخرج ابن راهويه وابن مردويه في تفسيره عن علي قال: قال رسول الله ﷺ:) لعن الله الزهرة فإنها هي التي فتنت الملكين هاروت وماروت (.
وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال: إن أهل السماء الدنيا أشرفوا على الأرض فرأوهم يعملون بالماصى فقالوا: يا رب أهل الأرض يعملون بالمعاصى فقال الله عز: أنتم معى وهم غيب عنى، فقيل لهم: اختاروا منكم ثلاثة فاختاروا منهم ثلاثة على أن يهبطوا إلى الأرض فيحكموا ما بين أهل الأرض، وجعل فيهم شهوة الآدميين،
1 / 71