146

Grant of the All-Knowing in Explaining the Attainment of the Objective

منحة العلام في شرح بلوغ المرام

প্রকাশক

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢٧ - ١٤٣٥ هـ

জনগুলি

وقد نقل النووي الإجماع على كراهة الزيادة على الثلاث (^١)، ودليل ذلك حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ يسأله عن الوضوء؟ فأراه ثلاثًا ثلاثًا، قال: «هذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم» (^٢). قال الترمذي بعد حديث علي ﵁ أن النبي ﷺ توضأ ثلاثًا ثلاثًا قال: (والعمل على هذا عند عامة أهل العلم، أن الوضوء يجزي مرة مرة، ومرتين أفضل، وأفضله ثلاث، وليس بعده شيء). وقال ابن المبارك: (لا امن إذا زاد في الوضوء على الثلاث أن يأثم). وقال أحمد وإسحاق: (لا يزيد على الثلاث إلا رجل مبتلى) (^٣). وقال إبراهيم النخعي: (تشديد الوضوء من الشيطان، ولو كان هذا فضلًا لأُوثر به أصحاب محمد ﷺ (^٤). الوجه الثاني عشر: الحديث دليل على فضيلة صلاة ركعتين، والثواب الموعود به مرتب على الأمرين: الأول: وضوؤه على الكيفية المذكورة، ومنها التثليث. الثاني: صلاة ركعتين عقب الوضوء بالوصف المذكور، وهو قوله: «لا يُحَدِّثُ فيهما نفسه» أي: لا يفكر في شيء خارجٍ عن صلاته، وقوله: «لا يحدث» يفيد أن المراد ما يسترسل مع النفس مع إمكان دفعه وقطعه، أما ما يهجم على النفس ويتعذر دفعه فهو معفو عنه؛ لأنه ليس في مقدور الإنسان، وظاهر الحديث أنه شامل لحديث النفس في أمور الدين وأمور الدنيا، وخصه بعض العلماء بالثاني، لما ورد عند البخاري تعليقًا أن عمر ﵁ قال: (إني

(^١) "المصدر السابق" (٣/ ١١١). (^٢) أخرجه النسائي (١/ ٨٨)، وابن ماجه (٤٢٢)، وأحمد (١١/ ٢٧٧)، والبيهقي (١/ ٧٩) من طريق يعلى بن عبيد، عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة به، وهذا إسناد حسن، وله طرق أخرى غير هذا في السنن وغيرها، وسيأتي بتمامه إن شاء الله. (^٣) "جامع الترمذي" (١/ ٦٤). (^٤) "المغني" (١/ ١٩٤).

1 / 150