الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
প্রকাশক
مطبعة سفير
প্রকাশনার স্থান
الرياض
জনগুলি
إذا العلم لم تعمل به كان حجةً ... عليك ولم تُعذر بما أنت جاهلُه
فإن كنت قد أُوتيت علمًا فإنما ... يصدق قولَ المرء ما هو فاعلُه (١)
وبهذا يتضح أن العلم لا يكون من دعائم الحكمة إلا باقترانه بالعمل. وقد كان علم السلف الصالح - وعلى رأسهم أصحاب النبي ﷺ مقرونًا بالعمل؛ ولهذا كانت أقوالهم، وأفعالهم وسائر تصرفاتهم تزخر بالحكمة؛ ولهذا قال النبي ﷺ: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه اللَّه مالًا فسُلِّط على هلكته في الحق، ورجل آتاه اللَّه الحكمة فهو يقضي بها ويعلّمها» (٢).
وقد دعا النبي ﷺ لعبد اللَّه بن عباس ﵄ بالحكمة، والفقه في الدين، فقال ﷺ: «اللَّهم علمه الحكمة»، وفي لفظ: «اللَّهم علمه الكتاب»، وفي لفظ: «اللَّهم فقهه في الدين» (٣).
فكان ﵄ حَبْرًا للأمة في علم الكتاب والسنة والعمل بما فيهما استجابة لدعوة النبي ﷺ.
رابعًا: طرق تحصيل العلم:
والعلم النافع له أسباب يُنال بها، وطرق تُسلك في تحصيله وحفظه، من أهمها:
١ - أن يسألَ العبد ربّه العلمَ النافع، ويستعين به تعالى، ويفتقر
_________
(١) جامع بيان العلم وفضله، ٢/ ٧.
(٢) البخاري، كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة، برقم ١٣٤٣، ومسلم، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب من يقوم بالقرآن ويعلمه وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها وعلمها، برقم ٨١٦.
(٣) البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر ابن عباس ﵄، برقم ٣٥٤٦، ٦٨٤٢، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل ابن عباس ﵄، برقم ٢٤٧٧.
1 / 64