الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
প্রকাশক
مطبعة سفير
প্রকাশনার স্থান
الرياض
জনগুলি
وهذا يدل على فضل اللَّه ﷾ وإحسانه إلى عباده؛ ولهذا قال النبي ﷺ في غزوة تبوك: «لقد تركتم بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا، ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم من وادٍ إلا وهم معكم فيه»، قالوا: يا رسول اللَّه كيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ فقال: «حَبَسهُمُ العُذر» (١).
وبالنية الصالحة يضاعف اللَّه الأعمال اليسيرة؛ ولهذا قال الرسول ﷺ لرجل جاء إليه مقنع بالحديد، فقال: يا رسول اللَّه: أقاتل أو أسلم؟ فقال ﷺ: «أسلم ثم قاتل»، فأسلم ثم قاتل فَقُتِل، فقال رسول اللَّه ﷺ: «عمل قليلًا وأجر كثيرًا» (٢).
وجاء رجل إلى رسول اللَّه ﷺ فدخل في الإسلام، فكان رسول اللَّه ﷺ يعلّمه الإسلام وهو في مسيره، فدخل خف بعيره في جحر يربوع فوقصه بعيره فمات، فقال رسول اللَّه ﷺ: «عمل قليلًا وأجر كثيرًا» قالها حماد ثلاثًا (٣).
وبالنية الصالحة يبارك اللَّه في الأعمال المباحة فيثاب عليها العبد؛ ولهذا قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة» (٤)، وقال النبي ﷺ لسعد بن أبي وقاص ﵁: «إنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه اللَّه إلا أجرت عليها حتى ما تجعلُ في فِي
_________
(١) أخرجه أبو داود، كتاب الجهاد، باب الرخصة في القعود من العذر، برقم ٢٥١٠، واللفظ له، والبخاري، كتاب الجهاد والسير، باب من حبسه العذر عن الغزو، برقم ٢٦٨٤.
(٢) البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب عمل صالح قبل القتال، برقم ٢٨٠٨، واللفظ له، ومسلم، كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، برقم ١٩٠٠.
(٣) مسند الإمام أحمد، ٤/ ٣٥٧.
(٤) البخاري، كتاب الإيمان، باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة، ولكل امرئ ما نوى، برقم ٥٥.
1 / 31