ঘুরার আখবার
غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)
জনগুলি
وذلا، ثم رد الله كيده لم ينل خيرا، ثم زعمت أنه قد أحاطت به العزة! فمتى كان ذلك؟! حين أسلمه أهل الشام من حذر الحمام؟ إذ فرق جموعكم الرئيس الإمام عليه من الله أفضل التحية والسلام، ولم ينكس قط في حرب من قلة، ولا بفرسانكم من علة، فلما أحاطت بكم البلية وألجمكم الروع، فلا مناص ولا خلاص، حتى رفعتم المصاحف جزعا من المنية، وأنت الآن تفاخرني بمصادمة المنايا، ولقد كان أبي (صلى الله عليه وآله) أعلم بتلك الدواهي، لم يك بالنوام والمتساهي، بل مقدام في الحرب غير ساهي ولا لاهي، لم تلهه فتن الغرور عن المكارم، ولا شبهات الأمور عن العظائم، كان إذا نزلت بالمسلمين آفات العطب أو أقادير البليات رجع زعيم الحرب فألزم جنودكم الذل والعطب، وجلا عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكرب، فهو وصي سيد الأنبياء، وعمه سيد الشهداء، وأخوه ذو الجناحين الطيار مع ملائكة السماء في الجنة، وزوجته سيدة النساء».
ثم التفت إلى عمرو بن العاص فقال له: «ويلك يا عمرو، متى كنت في محافل قريش ناطقا؟! وعند حقائقها صادقا؟! قد علم جميع من سمع أنك كنت شانئ رسول الله (صلى الله عليه وآله) (الذي سماك الله الأبتر، وزعمت أنه حظي بالنسب والحسب، أكان ذلك في اليوم الذي لعن فيه أبوه، وقتل جده وخاله وأخوه؟! وقلت حظي بالغلبة، أكان ذلك حين دهمته الأعنة، وأرهقته الأسنة، فدعا بالويل والثبور، وخرتم معه كما يضج الثور ويخور، إذ كسرنا الأعلام، وأقطرنا الهام، وقتلنا صناديد الشام، فرفعتم المصاحف ضجرا، ولذتم بتلك الحيلة خورا؟!».
فقال معاوية: أبا محمد، قد عركتها عرك الأديم، فأقسمت عليك لما سكت عن
পৃষ্ঠা ২৩৮