﴿رحماء بينهم﴾ عثمان بن عفان ﴿تراهم ركعًا سجدًا﴾ علي بن أبي طالب ﴿يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا﴾ طلحة والزبير حواريا رسول الله ﷺ ﴿سيماهم في وجوههم من اثر السجود﴾ سعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح هؤلاء العشرة ﴿ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه﴾ يعني محمدًا ﷺ ﴿فآزره﴾ بأبي بكر ﴿فاستغلظ﴾ بعمر ﴿فاستوى على سوقه﴾ بعثمان بن عفان ﴿يعجب الزراع﴾ بعلي بن أبي طالب ﴿ليغيظ بهم﴾ بالنبي ﷺ وأصحابه ﴿الكفار﴾.
واتفق أهل السنة على وجوب الكف عما شجر بينهم، والإمساك عن مساوئهم، وإظهار فضائلهم ومحاسنهم، وتسليم أمرهم إلى الله ﷿ على ما كان وجرى من اختلاف علي وطلحة والزبير وعائشة ومعاوية ﵃ على ما قدمنا بيانه، وإعطائه كل ذي فضل فضله، كما قال الله ﷿: ﴿والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلًا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم﴾ [الحشر: ١٠].
وقال تعالى: ﴿تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون﴾ [البقرة: ١٣٤].
وقال ﷺ: «إذا ذكر أصحابي فأمسكوا».
وفي لفظ آخر: «إياكم وما شجر بين أصحابي، فلو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه».
وقال ﷺ: «طوبي لمن رآني ومن رأى من رآني».
وقال ﷺ: «لا تسبوا أصحابي فمن سبهم فعليه لعنة الله».
وقال ﷺ في رواية أنس: «إن الله ﷿ اختارني واختار لي أصحابي، فجعلهم أنصاري، وجعلهم أصهاري، وأنه سيجيء في آخر الزمان قوم ينقصونهم، ألا فلا تواكلوهم، ألا فلا تشاربوهم، ألا فلا تناكحوهم، ألا فلا تصلوا معهم، ألا فلا تصلوا