150

ঘুনিয়া

الغنية لطالبي طريق الحق

তদারক

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

প্রকাশক

دار الكتب العلمية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

প্রকাশনার স্থান

بيروت - لبنان

জনগুলি

فأتاه الناس فضربوا عليه الباب فدخلوا عليه فقالوا: إن عثمان قد قتل ولابد للناس من خليفة، ولا نعلم أحدًا أحق بها منك. فقال لهم علي: لا تريدوني فإني لكم وزير خير من أمير، قالوا: والله لا نعلم أحدًا أحق بها منك، قال ﵁: فإن أبيتم علي فإن بيعتي لا تكون سرًا، ولكن أخرج إلى المسجد، فمن شاء أن يبايعني بايعني. قال: فخرج ﵁ إلى المسجد فبايعه الناس، فكان إمامًا حقًا إلى أن قتل ﵁، خلاف ما قالت الخوارج إنه لم يكن إمامًا قط. تبًا لهم إلى آخر الدهر. وأما قتاله ﵁ لطلحة والزبير وعائشة ومعاوية ﵃ فقد نص الإمام أحمد ﵀ على الإمساك عن ذلك، وجميع ما شجر بينهم من منازعة ومنافرة وخصومة. لأن الله تعالى يزيل ذلك من بينهم يوم القيامة، كما قال ﷿: ﴿ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانًا على سرر متقابلين﴾ [الحجر: ٤٧]. ولأن عليًا ﵁ كان على الحق في قتالهم. لأنه كان يعتقد صحة إمامته على ما بينا من اتفاق أهل الحل والعقد من الصحابة على إمامته وخلافته، فمن خرج عن ذلك بعد وناصبه حربًا كان باغيًا خارجًا على الإمام فجاز قتاله، ومن قاتله من معاوية وطلحة والزبير طلبوا ثأر عثمان بن عفان خليفة الحق المقتول ظلمًا، والذين قتلوه كانوا في عسكر علي ﵁، فكل ذهب إلى تأويل صحيح، فأحسن أحوالنا الإمساك في ذلك، وردهم إلى الله ﷿ وهو أحكم الحاكمين وخير الفاصلين، والاشتغال بعيوب أنفسنا وتطهير قلوبنا من أمهات الذنوب وظواهرنا من موبقات الأمور. وأما خلافة معاوية بن أبي سفيان ﵁ فثابتة صحيحة بعد موت علي ﵁ وبعد خلع الحسن بن علي ﵄ نفسه من الخلافة وتسليمها إلى معاوية لرأي رآه الحسن ومصلحة عامة تحققت له، وهي حقن دماء المسلمين وتحقيق قول النبي ﷺ في الحسن ﵁: «إن ابني هذا سيد يصلح الله تعالى به بين فئتين عظيمتين».

1 / 161