فرضينا لدنيانا من رضى الله ورسوله لديننا، فولينا الأمر أبا بكر.
وذلك أن النبي ﷺ استخلف أبا بكر الصديق ﵁ في إمامة الصلاة المفروضة أيام مرضه، فكان يأتيه بلال وقت كل صلاة فيؤذنه بالصلاة، فيقول ﵊: «مروا أبا بكر فليصل بالناس».
وكان النبي ﷺ يتكلم في شأن أبي بكر ﵁ في حال حياته بما يتبين للصحابة أنه أحق الناس بالخلافة بعده.
وكذلك في حق عمر وعثمان وعلي ﵃ أن كل واحد منهم أحق بالأمر في عصره وزمانه.
من ذلك ما روي عن ابن بطة بإسناده عن علي ﵁ أنه قال: «قيل يا رسول الله من نؤمِّر بعدك؟ قال ﷺ: «إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أمينًا زاهدًا في الدنيا راغبًا في الآخرة، وإن تؤمروا عمر تجدوه قويًا أمينًا لا يخاف في الله لومة لائم، وإن تؤمروا عثمان تجدوه قائمًا بالدليل والبرهان، وإن تولوا عليًا تجدوه هاديًا مهديًا، فلذلك أجمعوا على خلافة أبي بكر ﵁».
وقد روي عن إمامنا أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ﵀ رواية أخرى: إن خلافة أبي بكر ﵁ ثبتت بالنص الخفي والإشارة، وهذا مذهب الحسن البصري وجماعة من أصحاب الحديث ﵏.
وجه هذه الرواية ما روي عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: «لما عرج بي إلى السماء سألت ربي ﷿ أن يجعل الخليفة من بعدي علي بن أبي طالب، فقالت الملائكة: يا محمد إن الله يفعل ما يشاء! الخليفة من بعدك أبو بكر».
وقال ﵊ في حديث ابن عمر ﵄: «الذي بعدي أبو بكر لا يلبث بعدي إلا قليلًا».
وعن مجاهد ﵀ قال: قال لي علي بن أبي طالب ﵄ خرج النبي ﷺ من دار الدنيا حتى عهد إلى أن أبا بكر يلي من بعدي، ثم عمر من بعده، ثم