الصَّلَاة وَالسَّلَام من اناء وَاحِد وَهُوَ الْفرق وَذَلِكَ ثَلَاثَة أصوع فقد يعلم أَن المغتسلين من اناء وَاحِد يفضل أَحدهمَا على الآخر فَفِي هَذَا بَيَان أَن الْمَدّ والصاع ليسَا بحتم.
والأذنان حد الرَّأْس بَين الْوَجْه والقفا فهما يشكلان على قوم من أهل النّظر وَلَا يقضون عَلَيْهِمَا بِأَنَّهُمَا من الْوَجْه فيغسلونهما وَلَا انهما من الرَّأْس فيمسحونهما.
وَأخْبرنَا اسحق بن رَاهَوَيْه أَنه كَانَ يخْتَار أَن يغسل بَاطِن أُذُنَيْهِ مَعَ وَجهه وَيمْسَح ظاهرهما مَعَ رَأسه قَالَ وَقَالَ ابراهيم أما أَنا فأغسل مقدمهما مَعَ وَجْهي وأمسح مؤخرهما مَعَ رَأْسِي فان كَانَتَا من الْوَجْه كنت قد غسلتهما وان كَانَتَا من الرَّأْس مسحتهما.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُمَا من الرَّأْس لَا من الْوَجْه لِأَن الْوَجْه مَا استقبلك كَمَا تَقول يستقبلك من وسط الْجَبَل وَجهه وصفحه والصفح فِي الْجَبَل مثل صفحة الْوَجْه وكما تَقول وَجه الْحَائِط وَوجه الدِّرْهَم وَمن الْوَجْه قيل واجهت فلَانا اذا استقبلته وَكنت حذاءه وَكَانَ وَجهك تجاه وَجهه والأذنان فِي الْجَانِبَيْنِ فَلَا يكونَانِ من الْوَجْه كَمَا أَنه لَا يكون جانبا الْجَبَل من وَجهه وَلَا جانبا الْحَائِط من وَجهه.
وَمن اعْتبر هَذَا بآذان الْأَنْعَام وآذان السبَاع لم يخف عَلَيْهِ ان آذانها من رؤسها لَا من وجوهها وَيدل على ذَلِك قَول الشَّاعِر [من الطَّوِيل]
1 / 164