تدليس الشيوخ: وهو: أن يصف المدلس شيخه الذي سمع منه ذلك الحديث بما لا يعرف به. كذكره باسم أو كنية، أو لقب، أو ينسبه إلى شيء ما، من أجل تعمية السامع عن معرفته له.
مثاله: قول أبي بكر بن مجاهد المقرئ: ثنا عبد الله بن أبي عبد الله. يريد به عبد الله بن أبي داود السجستاني (١).
من أسباب تدليس الشيوخ:
- كون المروي عنه ضعيفا: فيدلسه حتى لا تظهر روايته عن الضعفاء، وهو شرها.
- إيهام كثرة الشيوخ: وهو: أن يروي عن الشيخ الواحد في مواضع، يعرّفه في موضع بصفة، وفي موضع بأخرى، يوهم أنه غيره. وممن فعل ذلك كثيرا الخطيب (٢) وهذا لا يقدح في المروي، وفعله إلى عدم الجواز أقرب، وإذا ثبت قصد التكثر فهو حرام، ويدخل في الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور (٣).
- كون المروي عنه صغيرا: فإن كان لصغر سنه فيكون ذلك رواية عن مجهول، لا يجب قبول خبره حتى يعرف من روى عنه، وإن كان استصغره تكبرا، فلا يقدح في المروي، ومعلوم أن من استصغر غيره استكبر عليه.
_________
(١) انظر (التبصرة ١/ ١٨٧ - ١٨٨) بتصرف.
(٢) انظر (التبصرة ١/ ١٨٨).
(٣) انظر (الكفاية ٥٠٩) والحديث أخرجه البخاري في (ص ١١٣٢ - ١١٣٣) كتاب النكاح، باب (١٠٧) حديث (٥٢١٩)، ومسلم في (٣/ ١٦٨١) كتاب اللباس والزينة، باب (٣٥) حديث (١٢٦ - ٢١٢٩، ١٢٧ - ٢١٣٠).
1 / 60