١ - أن يرد مسندا متصلا إلى رسول الله ﷺ عمن وقفه عليه الراوي الأول.
مثاله: رواية الأعمش السابقة، فإنه وقفها على الشعبي، وهي مسندة متصلة عن الشعبي، عن أنس بن مالك ﵁ قال: كنا عند رسول الله ﷺ فضحك فقال: (أتدرون مم ضحكت؟، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: من مخاطبة العبد ربه يوم القيامة فيقول: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول: بلى - قال: فإني لا أجيز اليوم على نفسي إلا شاهدا مني - فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا، وبالكرام الكاتبين عليك شهودا، فيختم على فيه ...) (١)، قال ابن الصلاح رحمة الله علينا وعليه: هذا جيد حسن، لأن هذا الانقطاع بواحد مضموما إلى الوقف يشمل باثنين: الصحابي ورسول الله ﷺ فذلك باستحقاق اسم الإعضال أولى (٢).
٢ - جواز نسبة ذلك القول إلى التابعي الذي رواه، فلا يكون مما لا مجال للعقل فيه (٣).
النوع الثالث المرسل:
هذا نوع من علم الحديث صعب، قل من يهتدي إليه إلا المتبحر في هذا العلم، فإن مشايخ الحديث لم يختلفوا في أن الحديث المرسل هو الذي يرويه المحدث بأسانيد متصلة إلى التابعي: قال رسول الله ﷺ (٤).
_________
(١) انظر (معرفة علوم الحديث ٣٨ - ٣٩).
(٢) مقدمة علوم الحديث ٥٥ - ٥٦.
(٣) انظر (المسلك الواضح المأمون ص ٢٠٩، وتدريب الراوي ١/ ٢١٣، والمنهل الروي ٥٣).
(٤) انظر (معرفة علوم الحديث ٢٥).
1 / 34