ويقول آخر: انظر إلى عينيها، انظر جيدا! - من الصعب أن يذكر الإنسان إذا كان لونهما أسود أم رماديا أم أخضر. - على كل حال شعرها أسود اللون. - وأي سواد!
ومع ذلك كانت الفتاة تتحرك في القاعة دون أن تهتم بما يقال حولها، واتجهت رأسا إلى عمها المستر دافيز وارفيلد، فقبلته بلطف وقادته إلى ركن من أركان القاعة، وهناك قالت له: يا عمي العزيز، كم أنا سعيدة! إنك تعاملني بمنتهى الرقة، هل تظن أنني نجحت؟
فقال العم: نعم، أيتها الصغيرة والي؛ إذا كان هذا مبدأ دخولك في الحياة، فهذا يعتبر دخولا في الحياة بالمعنى الصحيح. إنك بديعة جدا، وإنني لأعرف شخصا كان يطيب له أن يشهد نجاحك الليلة. إننا لا يجب أن ننساه في هذا المساء.
وفيما كان يقول لها ذلك لم يتمكن من أن يمتنع عن البكاء، وكانت بيسي تعرف أنه يقصد المرحوم والدها بكلماته؛ فأمسكت بحلية ذهبية تتدلى من عنقها إلى صدرها وفتحتها، فظهرت فيها صورة الأب تيكل واليس وارفيلد بيضاوية الشكل، وكان يبتسم ابتسامة خالدة.
وقال العم وهو يحاول أن يبدد أحزانها: مسكين والي! لم تكن سنك تزيد على ثلاثة أشهر يوم توفي، ومع ذلك فقد كان يعبدك، ويدعوك ملكته، ويلقي مختلف الوعود عن مستقبلك، ولكن ها أليس قد أقبلت.
سليلة بيت مونتاج
وارتمت الفتاة بين ذراعي أمها التي كانت لا تزال جميلة، والتي كانت تحبها إلى درجة العبادة، وفي تلك الأثناء تقدم رجل واقتاد والي إلى حلبة الرقص.
النساء حسان، والرجال ظرفاء، والأنوار مضيئة، والموسيقى شجية. كانت الحفلة قد نجحت نجاحا باهرا، وكان العم دافيز وارفيلد، أو العم سول كما كانت تناديه ابنة شقيقه، يفرك يديه سرورا.
وفي ركن من الأركان جلست سيدتان تقدمتا في السن تتحادثان، فقالت إحداهما: أليست جميلة؟ - بل فاتنة. - يا لليتيمة المسكينة! إن والدتها تعذبت كثيرا؛ فقد ترملت وهي في سن الثامنة عشرة، لقد كان هذا مؤلما؛ إذ اضطرت أن تذهب لتعيش في بادئ الأمر عند حماتها مسز وارفيلد العجوز التي كانت تحب حفيدتها بيسي إلى حد كبير. - أظن أنه في عام 1906 افتتحت أليس صالون الشاي. - نعم، في ذلك العام غادرت منزل الجدة وارفيلد لكي تستقر في منزل بشارع بيدل ببلتيمور، وفي عام 1908 تزوجت من المستر جون راسين. - انظري إلى بيسي، كم هي مهذبة راقية! - إن هذا بفضل عمها الذي اهتم بتربيتها اهتماما خاصا، فأرسلها في بادئ الأمر إلى كلية أروندل، ثم إلى مدام ليفيفر.
وبعد، فإن هذه الصغيرة سليلة بيت مجد، فأم بيسي، واسمها الأصلي أليس مونتاج، تنتسب إلى دروجودي مونتكوتو؛ وهو أحد زملاء غليوم الغازي الذي وطئت قدماه أرض الممتلكات البريطانية في فرنسا عام 1066. وقد حكم أحد أعضاء هذه الأسرة النبيلة جزيرة مان، وأحد أعضاء هذه الأسرة، واسمه بيتر مونتاج، هو الذي هاجر من أوروبا وأسس في عام 1623 بولاية فرجينيا الفرع الذي تنسب إلي بيسي. - وأما أسرة وارفيلد فليس هناك ما يشينها ما دامت تعود في الأصل إلى بيجان وارفيلد.
অজানা পৃষ্ঠা