وغادر الرجل الملكة في الحال، وسمع نبأ موت زوجته من الرسول فلم يعبر عن رعبه وحزنه فقط لدى سماعه الخبر، ولكنه صرح لمن حوله بأنه على ثقة من أن موتها قد دبر تدبيرا، وأنه سيتهم بالاشتراك في ذلك التدبير.
التحقيق
وظن جميع من بالقصر أنه سيذهب في الحال إلى قصر كمنور حيث ماتت زوجته، ولكنه بدلا من ذلك أخذ يبعث الرسل تباعا إلى أهلها وأقاربها في نورفولك، وكتب خطابا لصديق من أصدقائه يدعى توماس بلونت، طلب منه فيه أن يقوم بالتحقيق في موت زوجته، ورجاه أن يسرع إلى قصر كمنور ويختار عددا من أنزه القضاة وأمهرهم للقيام بالتحقيق الدقيق في سبب وفاة آمي روبزارت، وأمر كذلك أن تعرض الجثة على المحققين لفحصها.
وطلب من صديقه هذا أن يضع له تقريرا مفصلا يقرر فيه إذا كان السبب في الوفاة هو الصدفة السيئة، أم أنه تدبير أثيم مجرم؟! ومهر الخطاب بتوقيع «صديقك المحب المضطرب»، ثم كتب حاشية بأنه طلب من أحد إخوان زوجته من أعضاء أسرة أبيلارد أن يشترك في التحقيق.
من المستحيل الجزم بما إذا كان روبرت ددلي قد كتب هذا الخطاب عن إخلاص وأمانة، أو أنه كان يود أن يفهم صديقه ما تنطوي عليه كلمات الخطاب من معان مختلفة، ومهما يكن فإن الصديق بلونت بدلا من أن يذهب توا إلى قطر كمنور حط رحاله في فندق بقرية صغيرة حتى يسمع ما يقوله عامة الناس عن الوفاة وأسبابها، وبمجرد وصوله دخل مشرب قهوة وأخذ يستمع لما يقول الموجودون بالمشرب، ولكنهم لم يتحدثوا في هذه المسألة إلا قليلا، حتى صاحب المشرب صرح له بأن البعض يتحدثون بالخير عن روبرت، بينما غيرهم يتحدثون بالشر.
وعاد بلونت بعد ذلك إلى قصر كمنور بعد أن فشل في التقاط خبر من أفواه العامة، ومن هناك حرر خطابا طويلا لروبرت ددلي لم يحو إلا القليل من التفاصيل عن وفاة آمي روبزارت. وقد ورد فيه صلة الخادم فورستر بهذه المأساة للمرة الأولى. والغالب أن فورستر هو الذي قتل آمي روبزارت؛ إذ إنه كان صنيعة لروبرت.
ولقد أعدمت الأوراق الخاصة بالتحقيق فيما بعد، ولكن على الرغم من هذا ظل بعض المحققين يعتقدون اعتقادا جازما بأن فورستر هو القاتل. وقد أعلن أبيلارد فيما بعد أن فورستر قد قتل آمي بتحريض زوجها. وسواء أكان فورستر قد ارتكب الجريمة تلبية لرغبات «روبرت ددلي» أم رغبات الملكة؛ فإنهما أسبغا عليه كثيرا من النعم بعد ارتكابها.
وبعد انتهاء التحقيق دفنت جثة آمي روبزارت بهدوء عند كنيسة كمنور، ولكنهم ما لبثوا أن أعادوا دفنها في أكسفورد باحتفال فخم.
حول زواج الملكة
وفي نفس الوقت كانت كل إنجلترا قد بدأت تتهامس احتجاجا على الملكة وعلى روبرت ددلي، وأخذت الشكوك والريب تتزايد لدى الناس حتى لم يصبح لديهم شك في أن آمي المسكينة زوجة اللورد ددلي قد ماتت مقتولة.
অজানা পৃষ্ঠা