ঘরাইব ইগতিরাব
غرائب الاغتراب ونزهة الألباب في الذهاب والإقامة والإياب
জনগুলি
ভূগোল
وبقي في بغداد مدة مديدة. وأعوامًا على عامة أهل وداده سعيدة. وهو في جميع تلك المدة بدر سماء وزارة ذلك الوزير. ونجمها الذي يهتدى به في ليل المشكلات ذلك المشير. وكان عليه الرحمة وهو المهاب يهابه. ويهوله وهو البحر الخضم عبابه. ثم رجع لأمرٍ ما إلى الأستانة العلية. فخطبته حوراء الوزارة البهية. ولم تزل تراوده حتى نكحها كرهًا وما كان في قلبه من قبل أن يمنحها وجهًا.
رب شخص تقوده الأقدار ... للمعالي وما لذاك اختيار
غافل والسعادة احتضنته ... وهو عنها مستوحش نفار
وقد تشرفت بولايته عدة أيالات. وما انفصل من أيالة الأواصل أهلها البكاء لما أضحكهم من أياديه السالفات. وكان بينه وبين المرحوم) علي رضا باشا (قرابة سببية. وكانت أقوى من كثير من القرابة النسبية. وذلك أنه كان متزوجًا بخالته. ولذا اتحدت حالته بحالته. وكان هو متزوجًا ببنت درويش باشا الصدر الأعظم. وبعد وفاته خرجت عليه الصدور فصودر بما الله تعالى بمقداره أعلم. وكان أبوه رئيس وزراء العساكر البحرية. وكان داهية دهما مع ديانة وأياديه البيض أدهمية. وهو زاده الله تعالى في الآخرة انتعاشًا. مشهور في البر والبحر بسيدي) علي باشا (. وسبب ذلك أنه كان واليًا في الجزائر. وكان يجلب بملاطفته قلوب أهلها الأكابر والأصاغر. فكانوا يخاطبونه على وجه التعظيم بسيدي بالتخفيف. وكذا كانت عادتهم في خطاب كل جليل شريف. فاشتهر بذاك. من بين وزراء الأتراك. تغمده الله تعالى برحمته. وأسكنه الغرف العلية من جنته.) وبالجملة (حضرة المترجم. حفظه الله من كل ألم. لا نظير له في الوزراء حسبًا ونسبًا. وأنه لكريم الطرفين أمًا وأبًا.
يا من يناظره بالغير من ملك ... هداك ربك ما دير كمسجده
والفرق واضح ليس فيه مشتبه. بين من يفتخر بالوزارة ومن تفتخر الوزارة به. وكم بين من كلمت رقبته بشفاه الرق يد النخاس. ومن ملكت رقته بما تفضل به من أكياس الورق رقاب الأحرار الأكياس. وهيهات أن يقاس وزير يتلون تلون الحرباء بين شقاق ونفاق. بوزير صبغه الله تعالى بيد النعماء فغدا يختال ببياض محاسن الأخلاق. ولا يغرنك أن هذا وزير وذاك وزير. فبين النجم والنجم فرق كبير وبعد كثير.
قد يبعد الشيء عن شيء يشابهه ... إن السماء نظير الماء في اللون
أسأل الله تعالى أن يعطيه سؤله. ويبلغه عن قريب مأموله. ويوالي مواليه. ويعادي سبحانه معاديه) وأقمت (نحو خمسة وعشرين يومًا في أرزن الروم. وقدر بين أجلة أهاليها يسامت النجوم. وقد أخذ عني كثير من فضلائها الكرام. وألبست خرقة الأذن غير واحد من علمائها العظام. وصنع لذلك طعام وفير. أكل منه الغني والفقير. وكان ذلك في يوم مشهود. هو عند الأجلة من أجل الأعياد معدود. وكل ما قد كان. من آثار ذلك الوزير العلي الشأن. وفي نشوة الشمول. بعض إجازات حررتها لأولئك الفحول. أن أحببت الوقوف عليها. فأرجع هديت إليها. وبعد أن استوفينا ما قسم لنا من الخبز والماء. وأتممنا ما كتب علينا من الإقامة في هاتيك الأرجاء. خرجنا مع حضرة الوزير المشار إليه. لا زال السعد آخذًا بضبعيه. متوجهين بسرور واستئناس. إلى محل ولايته بلدة سيواس. حيث أنها نادته ليكشف بنسائم رأفته عنها غيوم الغموم. فوجهت له لحسن حظ أهلها بدل أيالة أرزن الروم. فنالت من توجيهه إليها مناها. وآلت أختها من فراقه إياها تبكي شجاها.
بذا قضت الأيام ما بين أهلها ... مصائب قوم عند قوم فوائد
1 / 48